-
℃ 11 تركيا
-
30 سبتمبر 2025
إسرائيل تثير قضايا جديدة حول مقترح ترامب لإنهاء حرب غزة: جدل متصاعد حول الدولة الفلسطينية وحل الدولتين
الموقف الأمريكي من الضفة الغربية
إسرائيل تثير قضايا جديدة حول مقترح ترامب لإنهاء حرب غزة: جدل متصاعد حول الدولة الفلسطينية وحل الدولتين
-
29 سبتمبر 2025, 2:37:37 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترامب
محمد خميس
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين عرب وأمريكيين أن إسرائيل أثارت عدة قضايا تريد تعديلها في مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة. هذه التسريبات أثارت جدلاً واسعاً لأنها تكشف عن خلافات داخلية بين الإدارة الأمريكية وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية إنهاء الحرب، ومستقبل القضية الفلسطينية.
إسرائيل تعترض على تفاصيل الخطة
وفقاً للمصادر المطلعة، فإن الحكومة الإسرائيلية عبّرت عن مخاوفها من بعض البنود الواردة في الخطة الأمريكية، والتي قد تمهّد لإعادة طرح مشروع حل الدولتين على الطاولة الدولية. هذه الاعتراضات تتصل بمسائل سياسية وأمنية حساسة، خصوصاً ما يتعلق بالسيادة الأمنية في غزة، وإمكانية التوصل إلى ترتيبات تفتح الباب أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة.
الخطة الأمريكية تبقي احتمال الدولة الفلسطينية قائماً
أحد البنود اللافتة في خطة ترمب، بحسب الصحيفة، هو أنها "تبقي احتمال قيام الدولة الفلسطينية قائماً". وهذا ما تعتبره إسرائيل نقطة خلافية، إذ تخشى أن يؤدي تضمين هذا البند إلى ضغوط دولية عليها للقبول بعملية سياسية قد تعيد إحياء المفاوضات حول حل الدولتين، وهو ما ترفضه بعض الأطراف في الحكومة الإسرائيلية الحالية.
الموقف الأمريكي من الضفة الغربية
أفاد المسؤولون الأمريكيون أن أي خطوة إسرائيلية نحو ضم الضفة الغربية ستضر بشكل مباشر بآفاق حل الدولتين. هذا الموقف يعبّر عن قلق واشنطن من تصعيد جديد إذا ما واصل نتنياهو أو شركاؤه في اليمين الإسرائيلي الدفع باتجاه ضم المستوطنات أو مناطق استراتيجية في الضفة، الأمر الذي سيؤدي إلى نسف فرص أي عملية سياسية مستقبلية.
دوافع ترمب السياسية
بحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يسعى للإعلان عن اتفاق سلام جديد في الشرق الأوسط، ليس فقط من أجل إنهاء الحرب في غزة، بل أيضاً كجزء من معركته السياسية الداخلية. إذ يرى مراقبون أن ترمب يريد استثمار أي نجاح في ملف الشرق الأوسط لتعزيز صورته كزعيم قادر على فرض حلول سياسية شجاعة، وربما لإحراج نتنياهو ودفعه نحو قبول تسوية لا يرغب بها.
حسابات نتنياهو المعقدة
من جهته، يجد نتنياهو نفسه في مأزق سياسي وأمني. فمن جهة، هو يواجه ضغطاً أمريكياً متزايداً لإنهاء الحرب على غزة والتجاوب مع مقترحات واشنطن. ومن جهة أخرى، يواجه رفضاً من حلفائه في اليمين المتشدد الذين يرفضون أي حديث عن دولة فلسطينية. هذا التناقض يجعل من الصعب على نتنياهو المناورة، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن طول أمد الحرب وتداعياتها الاقتصادية والأمنية.
تداعيات على الساحة الفلسطينية
بالنسبة للفلسطينيين، فإن تسريبات الخطة الأمريكية قد تحمل بارقة أمل لإعادة طرح الدولة الفلسطينية وحل الدولتين كخيار سياسي مدعوم دولياً. ومع ذلك، يرى محللون أن أي مبادرة تبقى بلا قيمة إذا لم تقترن بآليات تنفيذية واضحة تضمن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في الضفة الغربية. كما أن حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي قد تعرقل أي خطوات عملية في هذا الاتجاه.
ردود الفعل الإقليمية
الدول العربية، خصوصاً تلك المنخرطة في جهود الوساطة، تتابع بقلق مسار هذه التطورات. فالتعديلات التي تطالب بها إسرائيل قد تُفرغ الخطة من مضمونها وتجعلها مجرد إعلان سياسي بلا أثر عملي. وفي المقابل، فإن تركيز الخطة على إبقاء "إمكانية الدولة الفلسطينية" قد يكون نقطة تلاقٍ مع الموقف العربي التقليدي الذي يشدد على ضرورة الوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
التوازن بين الأمن والسياسة
يرى خبراء أن التحدي الأكبر أمام أي خطة لإنهاء حرب غزة هو تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن الإسرائيلي وحقوق الفلسطينيين السياسية. فبينما تصر إسرائيل على ضمان "الأمن أولاً"، يطالب الفلسطينيون والمجتمع الدولي بخطوات ملموسة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتمهيد الطريق أمام دولة فلسطينية ذات سيادة. استمرار الخلاف حول هذه النقاط سيجعل فرص نجاح أي مبادرة محدودة للغاية.
هل يمكن أن ينجح ترمب؟
السؤال الأبرز الآن هو ما إذا كان ترمب سيتمكن من فرض رؤيته على نتنياهو وشركائه، أم أن الخلافات ستعرقل أي إعلان محتمل عن اتفاق سلام. التجربة السابقة مع "صفقة القرن" أظهرت أن أي خطة تتجاهل جوهر القضية الفلسطينية محكوم عليها بالفشل. لكن إذا تضمنت الخطة الجديدة ملامح واضحة لحل الدولتين، فقد تفتح نافذة جديدة، حتى وإن كانت ضيقة، لإعادة إطلاق العملية السياسية.








