التأثيرات المستقبلية على الشركات الأمريكية

ترامب يحذر سوندار بيتشاي خلال حفل عشاء في البيت الأبيض: درس لمواجهة مكافحة الاحتكار

profile
  • clock 29 سبتمبر 2025, 4:04:50 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ترامب

محمد خميس

خلال حفل عشاء أقيم مؤخرًا في البيت الأبيض مع الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية، أدلى الرئيس دونالد ترامب بتعليق لاذع للرئيس التنفيذي لشركة غوغل، سوندار بيتشاي، قائلاً:
"بايدن هو من رفع تلك الدعوى القضائية - أنت تعلم ذلك، أليس كذلك؟"

وجاء هذا التعليق في سياق إحدى دعاوى مكافحة الاحتكار التي تواجهها غوغل، والتي أنقذها قاضٍ مؤخرًا من عواقب محتملة وخيمة. وأظهر حضور بيتشاي في الحفل إدراكه لأهمية التقرب من القيادة الرئاسية لما فيه مصلحة شركته وسط البيئة التنظيمية الأمريكية المتزايدة التشدد.

تطور سياسة مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة

على مدى السنوات الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تحولًا كبيرًا في نهجها تجاه مكافحة الاحتكار. ففي السابق، كانت نظرية الباحث القانوني والمحامي العام الأمريكي السابق، روبرت بورك، سائدة، والتي تقول إن الحجم الكبير مقبول طالما استفاد منه المستهلك.

ولكن الآن، أصبح كل من الديمقراطيين والجمهوريين متشككين تجاه الشركات الكبيرة، ويستمع صانعو السياسات إلى دعاة مكافحة الاحتكار المتشددين الذين يدعمون توسيع نطاق التدخل بما يتجاوز الأسعار وحماية المنافسة.

دروس من التاريخ: من روكفلر إلى بيل غيتس

تعود معارك مكافحة الاحتكار بين الشركات والحكومة الأمريكية إلى أكثر من قرن. بعد إقرار قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار عام 1890، تجاهل جون د. روكفلر، مؤسس شركة ستاندرد أويل، التدخل السياسي، معتقدًا أن الحكومة لن تؤثر على أعماله.

لكن خلال 20 عامًا، حكمت المحكمة العليا بتفكيك الشركة، مما أكد أن الحكومة الفيدرالية يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا عند استهدافها للشركات العملاقة.

وفي السنوات اللاحقة، تعلم الرؤساء التنفيذيون الآخرون مثل لو واسرمان، قطب صناعة السينما، وبيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، درسًا مشابهًا. إذ أدرك واسرمان أهمية مصالحة الرؤساء والسياسيين لتحقيق مصالح أعماله، بينما اكتشف غيتس صعوبة تجنب التدخل الفيدرالي خلال تحقيقات التسعينيات ضد مايكروسوفت، مما دفعه لاحقًا إلى التركيز على جهوده الخيرية والتوجيه المستقبلي للرؤساء التنفيذيين مثل مارك زوكربيرغ.

غوغل ودرس ترامب لبيتشاي

تعكس تعليقات ترامب لسوندار بيتشاي أهمية العلاقة المباشرة بين الشركات والقيادة الأمريكية في إدارة النزاعات التنظيمية، خاصة في مجال مكافحة الاحتكار.

وبينما لا يمكن للقاء الرئيس أن يضمن حكمًا قضائيًا لصالح الشركة، فإنه قد يمنع وزارة العدل من رفع الدعوى أصلًا، ويتيح الفرصة للشركة للتفاوض على حلول أقل صرامة قبل التصعيد القانوني.

ويشير الخبراء إلى أن النهج الأمريكي المتطور تجاه مكافحة الاحتكار يفرض على الرؤساء التنفيذيين الانتباه الشديد للسياسة في واشنطن وفهم تاريخ العلاقة بين الشركات والحكومة، لضمان حماية مصالحهم واستدامة أعمالهم.

التأثيرات المستقبلية على الشركات الأمريكية

مع تصاعد الرقابة التنظيمية والشكوك تجاه الشركات الكبرى، أصبح على الرؤساء التنفيذيين:

تعزيز التواصل المباشر مع القيادة الأمريكية.

مراقبة التغيرات القانونية والتنظيمية في مكافحة الاحتكار.

التكيف مع النهج العدواني الجديد للسياسة الفيدرالية تجاه الشركات الضخمة.

بناء استراتيجيات تمنع رفع الدعاوى القضائية من البداية.

ويعتبر درس غوغل وترامب بمثابة تحذير للشركات الأخرى بأن التجاهل السياسي أو الاستهانة بالدور الفيدرالي يمكن أن يؤدي إلى مواجهات قانونية كبيرة قد تهدد مصالحها.

التعليقات (0)