تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

حضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التمسك بالاتفاق الذي اقترحه لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبيل لقائه المقرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين. تأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد التوترات العسكرية في غزة وتصاعد المخاوف من استمرار النزاع وتأخير إعادة الرهائن إلى ذويهم.

وذكرت رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترامب:
"نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه. المخاطر كبيرة جدًا، وعائلاتنا انتظرت طويلاً، ولا نحتمل أي تدخل يعرقل هذا التقدم".

خطوات ترامب نحو تحقيق اتفاق سلام شامل

وتأتي هذه المناشدة بعد تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى قرب تحقيق اختراق في مفاوضات وقف إطلاق النار، مستشهداً بخطة مؤلفة من 21 بندًا عرضها خلال محادثات مع قادة دول عربية وإسلامية على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتهدف الخطة الأمريكية إلى وقف القتال في غزة، إعادة جميع الرهائن، وتأمين سلام طويل الأمد، عبر خطوات تشمل إعادة بناء القطاع، تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية، وضمانات أمنية لمحيط غزة.

تحميل نتنياهو مسؤولية تعطيل الاتفاقات السابقة

كرر المنتدى تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية "إفشال" مقترحات سابقة لوقف إطلاق النار خلال الحرب المستمرة منذ عامين، والتي كانت من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح أقاربهم.

وأشار البيان إلى أن الضربات الإسرائيلية ضد قادة حماس في الدوحة أثبتت أن هناك عقبة واحدة رئيسية أمام إعادة الرهائن وإنهاء الحرب، وهي المواقف المتشددة لنتنياهو، الذي بحسب المنتدى، يعمد إلى عرقلة كل صفقة تقترب من التنفيذ.

موعد اللقاء الحاسم بين ترامب ونتنياهو

نُشرت رسالة عائلات الرهائن قبل ساعات من لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن يدفع الرئيس الأمريكي نحو خطة سلام صعبة المنال في غزة، تتضمن إطلاق سراح 47 رهينة خلال أول يومين من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

وجاء في رسالة المنتدى:
"أنت وحدك تملك القوة للدفع بهذا الاتفاق إلى خط النهاية، ونحن ممتنون جدًا لوقوفك إلى جانبنا".

استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة

على الرغم من هذه الدعوات الدولية والمحلية، لم تصدر مواقف تشير إلى التفاؤل من جانب نتنياهو في الأيام الأخيرة. فقد تعهّد في خطاب أمام الأمم المتحدة بـ"إنجاز المهمة" ضد حماس، وهدد بعرقلة قيام دولة فلسطينية اعترفت بها مؤخرًا دول غربية رئيسية.

ويبدو أن نتنياهو مصمم على مواصلة الحملة العسكرية في مدينة غزة، التي اضطر مئات الآلاف من سكانها للنزوح هربًا من القصف المكثف الذي تشهده المدينة خلال الأسابيع الأخيرة.

دعوة العائلات لوقف العمليات العسكرية

طلبت عائلات الرهائن من ترامب الضغط على نتنياهو لوقف الحملة العسكرية، مؤكدة في رسالتها:
"إن تركيزكم المزدوج على إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم يتناقض بشكل صارخ مع توسيع إسرائيل للحرب حاليًا. نشكركم على تمسككم الجريء بقناعاتكم رغم هذا التناقض".

وأضاف المنتدى أن هذا الموضوع سيكون محور اجتماع ترامب مع نتنياهو، مشددين على ضرورة التزام الطرفين بإنهاء النزاع فورًا وإطلاق سراح جميع الرهائن.

الأرقام المأساوية من الحملة العسكرية في غزة

حتى الآن، قُتل 66,005 فلسطينيين على الأقل، معظمهم من المدنيين، جراء الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل عقب هجوم نفذته حركة حماس، وفق وزارة الصحة التابعة للحركة، والتي تعتبر بياناتها موثوقة من قبل الأمم المتحدة.

وتعكس هذه الأرقام الضغط الدولي المتزايد على الأطراف المعنية للالتزام بوقف النار وتنفيذ خطة السلام الأمريكية.