-
℃ 11 تركيا
-
27 أغسطس 2025
إسرائيل تلوّح بالاتفاق مع دمشق لكنها تعزز احتلالها للجولان
إسرائيل تلوّح بالاتفاق مع دمشق لكنها تعزز احتلالها للجولان
-
26 أغسطس 2025, 8:08:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
رغم ما يجري من محادثات مباشرة بين إسرائيل وسوريا لصياغة اتفاقية أمنية بعنوان "عدم اعتداء"، خرج وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس ليؤكد أن أي اتفاق محتمل لن يغير من معادلة الوجود العسكري في المناطق الحساسة. فقد شدد على أن الجيش سيواصل التمركز في جبل الشيخ والمواقع الأمنية المحيطة بتجمعات الجولان والجليل، باعتبارها "خط الدفاع الأول" في مواجهة التهديدات. وأوضح أن الدرس الأكبر من أحداث 7 أكتوبر هو أن الانسحاب من هذه المواقع قد يفتح الباب أمام تكرار السيناريوهات الكارثية، وهو ما لن تسمح به المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
ولم يكتف كاتس بالإشارة إلى الجولان فحسب، بل تحدث أيضًا عن التزام إسرائيل "بحماية الطائفة الدرزية" داخل سوريا، في محاولة لتبرير استمرار الانتشار العسكري. وأكد أن الاتفاقية الجاري التفاوض عليها لا تعني إطلاقًا الانسحاب من هذه المناطق، رغم ما تتداوله وسائل الإعلام من حديث عن عودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974، ما يعكس تمسك إسرائيل بخطوط تمركزها حتى لو جاء ذلك على حساب أي تفاهم سياسي جديد.
مواقع عسكرية جديدة
التصريحات الإسرائيلية تكشف واقعًا مغايرًا لما يُسوَّق دبلوماسيًا. فالجيش الإسرائيلي يتمركز حاليًا في تسعة مواقع استيطانية وعسكرية داخل الأراضي السورية، سبعة منها في منطقة "هيئة التحرير" واثنان في جبل الشيخ. كما تُظهر الاستعدادات الميدانية نية واضحة لإقامة مواقع إضافية، الأمر الذي يفضح حقيقة الرغبة الإسرائيلية في مواصلة التوسع العسكري تحت ذريعة حماية الأمن الاستراتيجي للجولان والمنطقة الحدودية مع سوريا.
ويأتي هذا في وقت تسعى فيه إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني مع دمشق عبر وساطة أمريكية، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية. وتشير التقارير إلى أن المحادثات اقتربت من نهايتها، مع توقعات بالتوقيع على الاتفاق بحلول نهاية سبتمبر المقبل، برعاية واشنطن وبعض الدول الخليجية. لكن مضمون هذه الترتيبات يوضح أن الهدف الأساسي ليس الاستقرار السوري بقدر ما هو إبعاد دمشق عن النفوذ الإيراني وضمان تفوق إسرائيل على حدودها الشمالية، على حد زعم التقارير العبرية.
توغلات ميدانية يومية
في موازاة المفاوضات السياسية، تواصل إسرائيل تكريس وجودها العسكري عبر سلسلة من التوغلات اليومية في جنوب سوريا. فقد وصلت قوة إسرائيلية إلى بلدة بيت جن في ريف دمشق، على بعد نحو 50 كيلومترا من العاصمة، وسيطرت على تل باط الوردة في جبل الشيخ قبل أن تنتشر في البلدة وتطلق النار في الهواء لترهيب السكان.
ولم تتوقف التحركات عند هذا الحد، إذ شهد ريف القنيطرة نشاطًا مماثلًا مع توغل قوات الاحتلال في بلدة الرفيد وإقامة حاجز عند مدخلها الشرقي، قبل أن تنسحب من بريقة بعد ساعتين. وتشير تقارير محلية إلى أن هذه التوغلات باتت شبه يومية وتشمل بلدات كودنة، العشة، طرنجة، وجباتا الخشب. وغالبًا ما تترافق مع عمليات تجريف للأراضي الزراعية وإنشاء خنادق جديدة، وهو ما يثير مخاوف الأهالي من أن تتحول هذه الإجراءات إلى سياسة ثابتة لفرض واقع جديد على الأرض.










