تكبير الخط تصغير الخط

تحرير: رامي أبو زبيدة

في خطوة أثارت انتقادات داخلية وتحذيرات أوروبية، كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة جاء تنفيذاً لصفقة غير معلنة مع مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر.

أفادت قناة "كان" العبرية أن نتنياهو تعهد خلال الأيام الماضية لمبعوث ترامب، غابي ويتكوف، بإدخال المساعدات إلى غزة "فورًا"، بالتزامن مع إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. ورغم محاولات الحكومة الإسرائيلية إظهار العملية كخطوة إنسانية أو استجابة لضغوط دولية، إلا أن مصادر سياسية رفيعة أكدت أن الخطوة جاءت في إطار صفقة واضحة أبرمت مع الإدارة الأميركية السابقة.

رواية مضلِّلة وخلاف داخل الكابينت

القرار الذي نوقش في جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) أثار استغرابًا وتساؤلات بين الوزراء، خاصة أنه جاء في توقيت حساس من المفاوضات مع حماس، حيث يُفترض استخدام جميع أدوات الضغط. مراسل "القناة 12" يارون أفراهام كشف أن ما قُدّم على أنه استجابة لأوضاع إنسانية أو ضغوط دولية، كان في الواقع "دفعة" مقابل تحرير الجندي الأميركي، بتعهد مباشر من مبعوثي ترامب ويتكوف وبوهلر، دون علم أو موافقة علنية من الحكومة الإسرائيلية.

تحذيرات أوروبية: وصفة لكارثة

بالتوازي، وجّه دبلوماسيون أوروبيون تحذيرات شديدة لإسرائيل من خطط توزيع المساعدات داخل غزة عبر شركات أمريكية، ووصفوها بـ"الوصفة الكارثية". وأشار دبلوماسي رفيع إلى أن توزيع الغذاء من أربع أو خمس نقاط فقط داخل القطاع لن يكون مجدياً، بل قد يؤدي إلى انهيار المنظومة وتهديد حياة المدنيين الجوعى، مشبهًا الخطة بمحاولة إطعام سكان تل أبيب من مركز واحد.

تكشف هذه التطورات أن ملف المساعدات الإنسانية في غزة بات ورقة مساومة في ملفات سياسية وأمنية شائكة، وسط تكتم إسرائيلي رسمي وتنامي الضغوط الدولية، ما ينذر بمزيد من التعقيدات في الميدان والملفات الإقليمية.