-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
المشهد الإسرائيلي: ارتباك سياسي في تل أبيب ومأزق عسكري متصاعد في غزة
المشهد الإسرائيلي: ارتباك سياسي في تل أبيب ومأزق عسكري متصاعد في غزة
-
19 مايو 2025, 6:08:55 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد الإسرائيلي
إعداد ورصد : رامي أبو زبيدة
ينشر موقع 180 تحقيقات هذا التقرير اليومي الخاص ضمن سلسلة "المشهد الإسرائيلي"، والذي يرصد أبرز ما تناولته وسائل الإعلام العبرية ليوم الاثنين 19 مايو 2025. يقدّم التقرير قراءة معمّقة في أربعة محاور ، ويهدف هذا الرصد إلى تسليط الضوء على الاتجاهات البارزة في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، وتفكيك مضامينه الأمنية والسياسية بما يساهم في فهم أعمق لمجريات الأحداث في الكيان الإسرائيلي وانعكاساتها الإقليمية.
في مشهد اليوم تعيش إسرائيل حالة ارتباك إعلامي وأمني بعد عملية خاصة نفذها جيش الاحتلال في قلب خان يونس، لم تحقق أهدافها المعلنة أو المتوقعة، وسط تأكيدات إسرائيلية متضاربة بشأن تحرير رهائن أو اغتيال قادة فلسطينيين. داخلياً، تزداد الضغوط السياسية والانقسامات الحكومية حول إدخال المساعدات، بينما تُكثف الولايات المتحدة جهودها للضغط على تل أبيب لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى. في ظل هذه المشاهد، يتواصل تفكك الجبهة الداخلية، ويتعرض الجيش لحملات انتقاد غير مسبوقة.
أولاً: الشأن العسكري والميداني
عملية "عربات جدعون" في خان يونس:
نفذ الجيش الإسرائيلي عملية خاصة وسط مدينة خان يونس، لم تكن تهدف لتحرير رهائن كما أُشيع في البداية، بل كانت محاولة لاعتقال القيادي في لجان المقاومة أحمد سرحان، وفقًا لتقارير فلسطينية لم تؤكدها مصادر رسمية إسرائيلية.
التقييمات الأولية تشير إلى أن العملية تعثرت، وربما خرجت عن مسارها، إذ تساءل المراسلون العسكريون عن جدوى إرسال وحدة مستعربين لتنفيذ اغتيال كان يمكن تنفيذه جوًا، ما يشير إلى رغبة في الحصول على معلومات استخباراتية من القيادي حيًا.
تصريحات غامضة وردود مربكة:
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اكتفى بالقول إن "العملية مستمرة ولا تغيير في صورة الوضع"، في حين أقرّ مراسلون عسكريون بأن العملية لم تحقق أهدافها، وكان الهدف الأساس انتزاع معلومات عن الأسرى من القيادي الفلسطيني.
تحركات أمنية موازية:
الشرطة الإسرائيلية أعلنت القبض على ثلاثة مواطنين عرب بتهمة تهريب مخدرات وسجائر إلى غزة باستخدام طائرات مسيرة، في مؤشر على استمرار الانفلات الحدودي واستغلال الوضع الأمني.
تهديدات ضد قوافل المساعدات:
وزير المالية سموتريتش أعلن أن طائرات مسيرة سترصد شاحنات المساعدات إلى غزة، وإن استولت حماس على أي منها "سيتم إطلاق النار"، في تصعيد يهدد استقرار قنوات الإغاثة.
ثانياً: الشأن الإسرائيلي الداخلي
انقسام حكومي حاد حول المساعدات:
اتخذت الحكومة قرارًا بإدخال مساعدات إنسانية لغزة، في خطوة اعتبرها البعض جزءًا من صفقة إطلاق الجندي عيدان ألكسندر، رغم نفي سابق بوجود مقابل.
الوزير إيلياهو اتهم نتنياهو بـ"إحياء حماس"، بينما أيد لبيد قرار إدخال المساعدات، معتبرًا إياه "خطوة صائبة".
بن غفير اعترض على القرار لكنه لم يهدد بالانسحاب من الحكومة.
تصاعد المعارضة الأرثوذكسية:
حزب "يهدوت هتوراة" بحث تصعيد الصراع مع الحكومة بسبب عدم التقدم في قانون التجنيد، لكنه قرر تأجيل التصعيد مع الاستمرار في الإجراءات القائمة.
أصوات غاضبة من العائلات:
أربيل يهود، أسيرة إسرائيلية محررة، صرخت في الكنيست محملة الحكومة والنواب مسؤولية الدماء إن لم يتم إنهاء الحرب وإعادة الأسرى، قائلة: "نتنياهو يتركهم في غزة ليحمي حكومته".
ثالثاً: الشأن الدولي
تراجع أمريكي عن دعم ظاهر لتل أبيب:
نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ألغى زيارته المقررة لإسرائيل لتجنّب إعطاء انطباع بدعم العملية العسكرية المتوسعة في غزة، في ضوء مساعي إدارة ترامب للوصول إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار.
مسؤولون أمريكيون أكدوا أن فانس لا يريد تقويض مساعي الدوحة، وأن "البيت الأبيض أوضح لحماس أنه يريد إطلاق جميع الرهائن".
انتقادات أوروبية متصاعدة:
رئيس وزراء إسبانيا طالب بإقصاء إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية، فيما وصف نائب إيطالي موقف رئيسة حكومته بالصمت المعيب أمام "الإبادة الجماعية" في غزة.
شركات طيران عالمية توقف الرحلات لإسرائيل:
تقارير إعلامية ذكرت أن كبرى شركات الطيران أوقفت رحلاتها لمطار بن غوريون بعد استهدافه بصاروخ من اليمن، رغم عدم اعتراف رسمي من تل أبيب.
خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات تثير الجدل:
صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت عن دبلوماسيين غربيين وصفهم للخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات عبر شركة أمريكية بأنها "جنونية وغير قابلة للتطبيق"، حيث من غير الممكن إطعام مليوني إنسان من خلال 4 أو 5 نقاط توزيع.
رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية
تحليل ياغيل ليفي في "هآرتس":
يرى عالم الاجتماع الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي تحول إلى أداة في خدمة استمرار حكومة نتنياهو، معتبرًا أن قرار تجديد الحرب في مارس 2025 كان هدفه تمديد عمر الائتلاف وليس لأسباب عسكرية.
ليفي شبّه الوضع بانقلاب ناعم من داخل مؤسسات الدولة، محذرًا من تحول الجيش إلى عنصر قمع سياسي غير مباشر، يخدم أهدافًا سلطوية على حساب المعارضين المدنيين.
رؤية يوسي يهوشع (يديعوت أحرونوت):
يؤكد أن الهدف من عملية خان يونس كان اعتقال قيادي حماس للتحقيق معه، ما يثبت أن إسرائيل تبحث عن معلومات استخبارية وليس فقط ردعًا عسكريًا، لكن فشل العملية قد يؤشر إلى ضعف في تنفيذ المهمات الخاصة.
.jpeg)







