-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
المشهد الإسرائيلي.. صراع بلا أفق: مأزق الاحتلال في غزة، وضغوط متصاعدة من الداخل والخارج لإبرام صفقة شاملة
المشهد الإسرائيلي.. صراع بلا أفق: مأزق الاحتلال في غزة، وضغوط متصاعدة من الداخل والخارج لإبرام صفقة شاملة
-
18 مايو 2025, 5:45:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد الإسرائيلي
إعداد: رامي أبو زبيدة
تتواصل الارتدادات الميدانية والسياسية داخل إسرائيل في ظل استمرار معركة غزة وتعمق التحديات الأمنية والاجتماعية. وفي متابعة رصدية دقيقة لوسائل الإعلام العبرية ليوم الاحد 18 أيار/مايو 2025، يرصد تقرير "المشهد الإسرائيلي" ما ورد في الصحافة العبرية ضمن أربعة محاور رئيسية: التطورات العسكرية والميدانية، الأوضاع الداخلية الإسرائيلية، العلاقات الدولية، وتحليلات وآراء كتّاب الأعمدة.
تشهد الساحة الإسرائيلية تصاعدًا في التعقيد السياسي والعسكري على خلفية حرب غزة المستمرة، وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى تفضي إلى إنهاء الحرب. في المقابل، يزداد الانقسام داخل المنظومة السياسية والعسكرية حول جدوى العمليات الحالية، ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها. ويأتي كل ذلك في ظل أزمة اجتماعية متفاقمة، وتداعيات نفسية على الجنود، واحتدام الغضب الشعبي من سياسات الحكومة وتناقضاتها، خاصة فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري وتداعيات استمرار الحرب بلا استراتيجية خروج واضحة.
أولًا: الشأن العسكري والميداني
1. غزة بين الاحتلال الشامل والمفاوضات المجتزأة
صحيفة يديعوت أحرونوت تنقل عن مسؤولين كبار في المجلس الوزاري المصغر أن الجيش الإسرائيلي يقترب من مرحلة "الاحتلال الكامل" للقطاع، في وقت تحذر فيه قيادات عسكرية من أن هذا السيناريو لن يحقق الأمن بل سيؤدي إلى خسائر فادحة.
مصادر عسكرية أكدت للقناة 12 أن إسرائيل لا تستطيع التراجع ميدانيًا لأنه سيُعتبر استسلامًا، ولا يمكنها البقاء لأنه سيؤدي إلى استنزاف وقتلى في صفوف الجيش.
2. عملية "عربات جدعون": زحف دون سيطرة
القناة الرسمية "كان" كشفت عن دخول قوات إضافية إلى قطاع غزة ليلًا ضمن عملية "عربات جدعون"، بالتوازي مع غارات جوية كثيفة لتوفير غطاء ميداني، دون إحراز سيطرة جديدة، مع ترجيحات بأن الاحتلال سيتوسع إذا فشلت المفاوضات الجارية في الدوحة.
3. اغتيال السنوار: بين الشك والترويج
مصادر رسمية إسرائيلية تروّج لاحتمال تصفية محمد السنوار، فيما نفت المؤسسة الأمنية أي تأكيد قاطع حتى الآن. معاريف نقلت عن مسؤول أمني أن "الحفر لم يُستأنف في النفق المستهدف، ولم تُزل الأنقاض، ولا توجد أدلة حاسمة حتى الآن".
ثانيًا: الشأن الإسرائيلي الداخلي
1. أزمة الجنود والانتحارات: الجيش في ورطة نفسية
هآرتس تنشر معطيات صادمة: 7 جنود انتحروا منذ بداية 2025، و35 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر. كما صنّفت وزارة الأمن الإسرائيلية 9 آلاف جندي كـ"معاقين نفسيًا"، فيما استُدعي جنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة مجددًا للخدمة لتعويض نقص القوات.
2. انهيار الدعم الشعبي وجدل "تجنيد الحريديم"
فشل ائتلاف الحكومة في تمرير تمديد أوامر التجنيد (צו 8) في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، نتيجة ضغط المعارضة بقيادة يائير لابيد ويائير غولان، اللذين أكدا أنه "لا يمكن تمديد الخدمة بينما يُعفى الحريديم من التجنيد".
لابيد وصف تعامل الجيش مع ملفات التجنيد بـ"غير المتكافئ"، مضيفًا: "العدالة تبدأ بالمساواة – ولن نسمح بحكومة تحتمي بالجنود وتُعفي حلفاءها السياسيين".
3. تفشي الجريمة المنظمة داخل الجيش
موقع والا: نيابة الدولة رفعت دعوى لتعويضات ضد 8 إسرائيليين اقتحموا قاعدة سدي تيمان وسرقوا ذخائر من نوع M16 و"نيغيف"، وباعوها في السوق السوداء. القضية تُظهر هشاشة أمن القواعد العسكرية وخطورة الانفلات الأمني.
ثالثًا: الشأن الدولي
1. ضغوط أمريكية وأوروبية لإبرام الصفقة
مصادر إسرائيلية كشفت لـ"كان" و"يديعوت" أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متزايدة على حكومة نتنياهو لتسهيل دخول المساعدات لغزة والتوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب.
قناة 13 نقلت عن مسؤول رفيع أن إسرائيل لا تحقق تقدمًا في المفاوضات حاليًا، لكنها "تناقش إنهاء الحرب بشروطها".
نائب الرئيس الأمريكي سيزور إسرائيل الثلاثاء، في محاولة لإعادة الزخم الدبلوماسي للمحادثات.
2. صفقة الدوحة: مؤشرات على مرونة إسرائيلية؟
مراسل إذاعة الجيش تساءل علنًا: "هل بدأت إسرائيل تبدي مرونة؟" مع الإشارة إلى أن وفد التفاوض في الدوحة يناقش "خطة ويتكوف" لإطلاق سراح جميع الرهائن ضمن تفاهم على إنهاء الحرب.
مكتب نتنياهو: "فريق التفاوض يعمل على استنفاد جميع الفرص الممكنة"، والحديث يشمل شروطًا مثل طرد حماس ونزع سلاح القطاع.
3. الرد على الحوثيين قيد الدراسة
مصدر إسرائيلي صرّح لقناة العربية بأن "إسرائيل تدرس خيارات للرد على الحوثيين في اليمن"، دون تحديد ماهية هذه الخيارات أو توقيتها.
رابعًا: آراء وتحليلات إسرائيلية
1. بيرغمان: الحكومة تدفع نحو ترانسفير وانتهاك للقانون الدولي
الصحافي رونين بيرغمان في يديعوت حذّر من أن إسرائيل تنزلق نحو ارتكاب "جرائم حرب" حسب صياغات خطط وزارة الدفاع، التي تتضمن إخلاء واسع للسكان، تجويع متعمد، وحصار إنساني لفرض واقع سياسي بالقوة.
بيرغمان تساءل: ماذا بعد؟ إن تم إطلاق بعض الأسرى، من يبقى؟ هل نعود لاحتلال طويل أم نسير نحو صفقة شاملة؟ مشيرًا إلى أن غياب الرؤية السياسية يدفع الدولة نحو الهاوية.
2. إعلام اليمين: الصفقة أقرب من الحرب
ياعكوف باردوغو في القناة 14 المحسوبة على اليمين صرّح: "نحن أقرب إلى صفقة من توسعة الحرب"، فيما يرى محللون أن هذا التبدل في لهجة إعلام نتنياهو قد يعكس تفاهمات ميدانية يجري العمل عليها سراً.
3. كارولينا ليندسمان – هآرتس: إسماعيل حاضر في حسابات ترامب
مقال تحليلي لافت يشير إلى أن الفجوة بين نتنياهو وترامب قد تكون بوابة لخسارة إسرائيل لرعاية "اتفاقات إبراهام"، وأن تجاهل القضية الفلسطينية لم يعد ممكنًا بعد 7 أكتوبر.
الكاتبة استخدمت رمزية إسماعيل وإسحق لتشير إلى أن "التطبيع دون تسوية عادلة مع الفلسطينيين هو بناء على رمال متحركة"، محذرة من عودة ترامب بروح مختلفة قد تفرض أثمانًا جديدة على إسرائيل.
ختام: بين مأزق عسكري متعمق، وضغوط اجتماعية متزايدة، وتحولات في المزاج الدولي، تبدو إسرائيل اليوم على مفترق طرق حاسم. فإما الذهاب إلى صفقة شاملة تنهي حربًا بلا أفق، أو الغرق أكثر في مستنقع الاحتلال والدمار، بثمنٍ باتت تكلفته النفسية والسياسية باهظة على الداخل الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.








