-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
تدرّبوا في الكيان.. نخبة عسكرية أمريكية تؤمّن توزيع المساعدات في غزة
بسترات واقية من الرصاص
تدرّبوا في الكيان.. نخبة عسكرية أمريكية تؤمّن توزيع المساعدات في غزة
-
19 مايو 2025, 2:22:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: شيماء مصطفى
في تطور لافت على صعيد إدارة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن شركة أمريكية حديثة التأسيس ستتولى مهمة توزيع المساعدات الغذائية والإنسانية على السكان داخل القطاع، في خطوة أثارت تساؤلات حول الأهداف السياسية الكامنة خلف هذا التحرك، خاصة في ظل تصاعد العمليات العسكرية البرية.
قوات نخبوية أمريكية سابقة تدير المشهد اللوجستي على الأرض
بحسب الصحيفة، فإن الشركة الأمريكية استقدمت إلى "إسرائيل" خريجين من وحدات قتالية أمريكية نخبوية نهاية الشهر الماضي، حيث خضعوا لتدريبات خاصة على الأراضي المحتلة، استعداداً لتأمين عمليات توزيع المساعدات داخل غزة وهم يرتدون سترات واقية ضد الرصاص.
ويُعد إشراك عناصر ذات خلفية عسكرية في مهمة إنسانية تطوراً غير معتاد، يعكس وجود بعد أمني وعسكري في إدارة هذه العملية، لا سيما في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال ووسط القطاع.
توسيع نقاط التوزيع مع تقدم العمليات البرية
تشير يديعوت أحرونوت إلى أن عملية توزيع المعونات ستبدأ قريباً، وستواكبها خطة ميدانية لإنشاء نقاط توزيع جديدة كلما تقدمت قوات الاحتلال على الأرض. وبذلك، ترتبط الخدمات الإنسانية بالخريطة العسكرية، وهو ما ينذر بتحوّل المساعدات إلى أداة ضغط سياسي وميداني لإعادة تشكيل الخارطة السكانية والولاءات داخل القطاع.
شركات إماراتية وأردنية تدخل مؤقت على الخط
في المرحلة الانتقالية، ستتولى شركات أردنية وإماراتية توزيع كميات محدودة من المساعدات هذا الأسبوع، قبل أن تُسلّم المهمة بشكل كامل للشركة الأمريكية. ويفتح هذا الترتيب المجال لتساؤلات حول دور بعض الأطراف العربية في تسهيل النموذج الجديد لإدارة الشأن الإنساني في غزة، في ظل تغييب المؤسسات الفلسطينية، وتحديداً وكالة الأونروا والهيئات الرسمية الأخرى.
خطة صهيونية لفصل السكان عن حماس عبر المساعدات
واحدة من أكثر النقاط إثارة للجدل في تقرير الصحيفة العبرية، هي الكشف عن أن الهدف الاستراتيجي من هذه الخطة هو فصل السكان عن حركة حماس، وإنهاء سلطتها الفعلية على الأرض من خلال إخراج المدنيين من مناطق القتال، وربما إعادة تنظيم الخارطة الاجتماعية لغزة عبر توفير المساعدات من جهة غير حكومية، وغير فلسطينية.
ويرى مراقبون أن هذا النموذج يندرج ضمن محاولات إعادة هيكلة الحوكمة المحلية في غزة، باستخدام "الإغاثة الإنسانية" كوسيلة ضغط، تمهيداً لفرض ترتيبات سياسية جديدة بعد انتهاء المعارك.
مخاوف إنسانية وانتقادات قانونية
يثير هذا التوجه الإسرائيلي–الأمريكي انتقادات حقوقية متزايدة، إذ يُنظر إلى إشراك شركات أمنية خاصة وأطراف عسكرية سابقة في عملية إنسانية حساسة على أنه تهديد لطبيعة العمل الإغاثي المستقل، وخروج عن المعايير الدولية التي تضمن حيادية توزيع المساعدات في مناطق النزاع.
كما أن الربط بين المساعدات والتقدم العسكري يعزز من مخاوف استخدام الغذاء كسلاح لإخضاع السكان، وهو ما يخالف القوانين الدولية، خاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر منع الإغاثة عن السكان في مناطق النزاع.
فصل جديد في إدارة غزة.. عبر المساعدات؟
تكشف هذه المعلومات المسربة عن يديعوت أحرونوت فصلاً جديداً من التحكم الإسرائيلي في قطاع غزة، عبر آليات غير تقليدية، تتجاوز الحلول العسكرية لتصل إلى المس بالبنية الاجتماعية والسياسية للقطاع.
وفيما يُروّج لهذه الخطوة كمبادرة "إنسانية"، فإن الحقائق على الأرض تكشف عن توظيف سياسي مركب للمساعدات، يعكس تحوّلاً نوعياً في إستراتيجية الاحتلال تجاه غزة، عنوانه: "إطعام لا لحماية السكان، بل لإخضاعهم وتفكيكهم."








