-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
من مشتهي إلى السوسي: العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة ضد أبراج غزة السكنية
صور وفيديو وشهادات العائلات تكشف جرائم حرب الاحتلال
من مشتهي إلى السوسي: العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة ضد أبراج غزة السكنية
-
6 سبتمبر 2025, 1:23:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
لم يكن سقوط برج السوسي في قلب مدينة غزة ظهر السبت 6 سبتمبر 2025، حدثًا منفصلًا أو استثنائيًا، بل حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للأبراج السكنية منذ بداية العدوان. الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على البرج المكوّن من 15 طابقًا، ويضم أكثر من 60 شقة، بعد أن أصدرت قوات الاحتلال إنذارًا بإخلائه مع الخيام المحيطة به، قبل أن يتحول إلى ركام في دقائق.
المبنى كان يؤوي عشرات العائلات النازحة، ويقع بالقرب من مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ما يضفي على الاستهداف رسالة واضحة تتجاوز التدمير المادي إلى محاولة ضرب البيئة المدنية والإنسانية بكاملها.
تباهٍ إسرائيلي
وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لم يكتفِ بإعطاء الضوء الأخضر للهجوم، بل نشر مقطعًا قصيرًا عبر منصة "إكس" يوثّق لحظة انهيار البرج، وعلّق عليه بكلمة واحدة: "مستمرون". التباهي العلني هذا جاء في إطار ما سماه الاحتلال "عربات جدعون 2"، وهي العملية العسكرية التي تهدف لاحتلال مدينة غزة بالكامل، وتقوم على نهج استراتيجي يستهدف الأبراج العالية لتفريغ المدينة من سكانها وإدامة التهجير القسري.
شهادات العائلات
العائلات المالكة والنازحة في برج السوسي أصدرت بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن جميع سكان البرج من المدنيين العزّل، وبينهم موظفون في وكالات الأمم المتحدة وأطباء ومهندسون وموظفون مدنيون.
البيان شدد على أن البرج لم يكن فيه أي أنشطة غير مدنية أو مسلحين، بل كان مأوى لعشرات الأسر التي أصبحت الآن بلا سقف فوق رؤوسها وتحت العراء.
وأشارت العائلات إلى أن البرج سبق أن تعرض للقصف عدة مرات خلال السنوات الماضية، كان أقساها في عدوان 2021، لكن الضربة الأخيرة جاءت لتُجهز عليه كليًا وتترك سكانه وأطفالهم يواجهون التشرد والبرد والخوف.
إنذارات جديدة
في موازاة هذا القصف، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارًا عاجلًا لسكان عدد من البلوكات في مدينة غزة، تشمل عمارة الرؤيا والخيام المحيطة بها عند تقاطع مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية.
البيان العسكري دعا السكان إلى إخلاء المنطقة "فورًا" والتوجه جنوبًا نحو ما يسميه الاحتلال "المنطقة الإنسانية" في مواصي خان يونس، في تكرار لسيناريو التهجير القسري الذي حوّل أحياء كاملة من غزة إلى ساحات خراب.
من برج مشتهي إلى برج السوسي
جريمة استهداف برج السوسي تعيد إلى الأذهان القصف الوحشي الذي طال برج مشتهي، أمس الجمعة، وهو المبنى السكني الذي احتضن مئات النازحين قبل أن يتحول إلى غيمة من الغبار والدمار. المشهد يتكرر اليوم مع برج جديد، والرسالة تبقى واحدة: الاحتلال يتعمد ضرب الأبراج السكنية المكتظة كوسيلة لإيقاع أكبر قدر من الألم والتشريد، في سياسة ممنهجة تهدف لتدمير النسيج الاجتماعي والمدني في مدينة غزة.
مأساة بلا نهاية
بين الأنقاض والغبار وأصوات الأطفال المفزوعين، يوجه سكان الأبراج المستهدفة نداءات استغاثة عاجلة لوكالات الأمم المتحدة وللمجتمع الدولي، مطالبين بحماية عاجلة وتأمين مأوى وإنقاذهم من المصير المجهول. لكن وسط التواطؤ الدولي وصمت العواصم الكبرى، يبدو أن الاحتلال ماضٍ في سياسة الأرض المحروقة، مستغلًا الغطاء الأمريكي والدعم السياسي والعسكري غير المحدود، ليمضي في حربه التي تستهدف الحجر والبشر، في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث.










