الموقف العسكري والتحليلي

مدينة غزة تحت القصف الإسرائيلي: الهندسة بالنار وتجريف الجغرافيا

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 4:12:37 م
  • eye 431
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

موقع 180 تحقيقات

الوضع الميداني في مدينة غزة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مدينة غزة، تعتمد على تكتيك وصفه المحللون بـ “الهندسة بالنار”، والذي يشمل ضربات جوية ومدفعية مكثفة، مترافقة مع تجريف واسع للأحياء السكنية.

ووفق التقارير الميدانية، سُجِّل اليوم وحده 63 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 31 في مدينة غزة، إضافة إلى مئات الإصابات بين المدنيين. وقد ركّز الاحتلال جهوده على أحياء محددة، ضمن ما يمكن تسميته استراتيجية التدمير البطيء والتحكم بالنسيج العمراني للسكان.

محور الشيخ رضوان: شمال–غرب المدينة

في محور الشيخ رضوان، شملت العمليات العسكرية قصفًا متكررًا على مناطق محيطة ببركة الشيخ رضوان وصالة اليازجي.

كما رُصدت عمليات تجريف واسعة شرق البركة، شملت إزالة منازل تمتد من مسجد سعيد صيام وحتى أول شارع النفق.
وتهدف هذه العمليات إلى:

فتح أحزمة خالية لتمكين المناورة البرية.

إلغاء أي حاضنة عمرانية قد تتحول إلى كمائن ضد الجنود الإسرائيليين.

هذا التوجه يعكس استراتيجية احتلال تعتمد على تفريغ المناطق المدنية عبر القصف والتجريف بدل القتال المباشر.

محور الزيتون: جنوب المدينة

في محور الزيتون جنوب مدينة غزة، استهدفت الغارات منازل ومركبات مدنية بشكل مباشر، أبرزها في محيط مدرسة الفلاح ومفترق الطيران وبرج الظافر/السرايا.

وأدت هذه الغارات إلى استشهاد أطفال ونساء، مع مئات الإصابات بين السكان المدنيين.

كما ترافق القصف مع عمليات تجريف شريطي تهدف إلى خلق “مناطق قتل مفتوحة”، تمنع حركة السكان وتسهّل عملية الرصد الناري لقوات الاحتلال.

طبيعة العمليات الإسرائيلية

لا يعتمد الاحتلال على القتال التقليدي داخل المدينة، بل يتبع أسلوبًا يتميز بـ:

نسف وتجريف البنية العمرانية بالكامل.

الضغط الناري الكثيف لإجبار السكان على النزوح القسري.

تحويل الأحياء إلى مساحات مراقبة بالنار، بدلاً من التمركز البشري الطويل.

هذا الأسلوب يجعل من مدينة غزة مختبرًا مفتوحًا لتجربة سياسات الأرض المحروقة، ويستهدف إزالة العمران والسكان معًا كجزء من ما وصفه المحللون بـ “هندسة الجغرافيا”.

الوضع الإنساني في غزة

وفق منظمة أطباء بلا حدود، يواجه المدنيون الفلسطينيون في غزة استهدافًا جماعيًا منذ أكتوبر 2023.

فقد أكثر من 1500 عامل صحي حياتهم أثناء تقديم الخدمات.

المستشفيات شبه معطلة تحت وطأة القصف المتواصل.

الاحتلال يسيطر على إدخال المساعدات الإنسانية، ما يحول التجويع إلى سلاح حرب ضد السكان المدنيين.

تصف المنظمات الإنسانية هذا الواقع بأنه جريمة حرب وكارثة إنسانية مصنوعة عمدًا، حيث تُفرض على سكان غزة نوبات نزوح مستمرة وحرمان متعمد من الخدمات الأساسية.

الموقف العسكري والتحليلي

يركز الاحتلال على قضم بطيء لأحياء المدينة عبر التدمير الممنهج والتجريف، لا على السيطرة المباشرة.

العمليات العسكرية تُعتبر جزءًا من سياسة الأرض المحروقة، بهدف منع أي عودة لاحقة للمدنيين.

استمرار هذا النهج يعني أن مدينة غزة تُستنزف وجوديًا: عمرانها يُمحى، وسكانها يُدفعون قسرًا للنزوح بلا أفق للعودة.

الشؤون العسكرية

تعمل إسرائيل على تحويل مدينة غزة إلى مختبر مفتوح للسياسات العسكرية المعاصرة، تعتمد على:

التدمير الجسدي والعمراني للأحياء السكنية.

إجبار المدنيين على النزوح القسري.

خلق واقع جديد على الأرض يمنع إعادة التوطين.

هذا الأسلوب العسكري لا يهدف إلى السيطرة السريعة أو قتال نقاط محددة، بل إلى اقتلاع السكان والبنية العمرانية على مرأى العالم، تحت غطاء العمل العسكري المعلن.

التعليقات (0)