-
℃ 11 تركيا
-
3 سبتمبر 2025
طيران الاحتلال يقصف شقة سكنية في برج القدس بمحيط مجمع الصحابة وسط مدينة غزة
خطورة استهداف الأبراج السكنية
طيران الاحتلال يقصف شقة سكنية في برج القدس بمحيط مجمع الصحابة وسط مدينة غزة
-
31 أغسطس 2025, 4:03:19 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تصعيد جديد من سلسلة الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مساء اليوم شقة سكنية في برج القدس الواقع بالقرب من مجمع الصحابة الطبي وسط مدينة غزة.
وأدى القصف إلى تدمير واسع في المبنى المستهدف وتضرر المباني والمحال التجارية المجاورة، فيما هرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان لإنقاذ الضحايا وإخلاء الجرحى.
تفاصيل القصف
بحسب شهود عيان، أطلق الطيران الإسرائيلي صاروخين على الأقل باتجاه شقة في الطابق العلوي من برج القدس الذي يقع في منطقة مكتظة بالسكان، ويجاور عدداً من المؤسسات الطبية والخدمية، أبرزها مجمع الصحابة الطبي.
وأسفر القصف عن اندلاع حرائق داخل الشقة، وتطاير الشظايا والزجاج إلى الشوارع المحيطة، ما تسبب في وقوع إصابات بين المارة وسكان المبنى.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن سيارات الإسعاف نقلت عدداً من المصابين إلى المستشفيات، بينهم أطفال ونساء، بينما لم يتم الإعلان بعد عن الحصيلة النهائية للشهداء أو الجرحى نتيجة تواصل عمليات الإنقاذ والبحث تحت الركام.
خطورة استهداف الأبراج السكنية
يشكل قصف برج القدس حلقة جديدة من سياسة الاحتلال في استهداف الأبراج والمنازل السكنية التي تؤوي مئات المدنيين.
ويؤكد محللون أن هذا النهج يعكس محاولة لفرض معادلة ردع جديدة عبر الضغط على السكان، غير أن النتيجة المباشرة تكون مزيداً من الضحايا المدنيين ودمار البنية التحتية في قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن استهداف الشقق السكنية في مناطق مكتظة يعكس تصعيداً خطيراً، خاصة أن محيط مجمع الصحابة يعتبر منطقة مدنية وحيوية لا توجد فيها أهداف عسكرية واضحة، مما يجعل القصف عرضة لاتهامات بانتهاك القوانين الدولية.
التداعيات الإنسانية
يأتي هذا القصف في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود نتيجة الحصار وإغلاق المعابر.
واستهداف برج القدس القريب من مجمع طبي يزيد من تعقيد المشهد، إذ قد يعيق وصول المرضى إلى المرافق الصحية، ويعرض حياة المصابين لخطر مضاعف.
كما أن تدمير شقق سكنية جديدة يفاقم أزمة النزوح الداخلي، إذ يضطر مئات العائلات للبحث عن مأوى بديل في مدارس أو مراكز إيواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة. ويشير خبراء إنسانيون إلى أن استمرار هذه الهجمات يزيد من احتمالية تفشي الأمراض وانتشار المجاعة بين المدنيين، خصوصاً الأطفال وكبار السن.
ردود فعل فلسطينية
نددت الفصائل الفلسطينية بالقصف، واعتبرته "جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال". وأكدت أن استهداف المدنيين لن يضعف عزيمة الشعب الفلسطيني، بل سيزيده إصراراً على المقاومة والصمود.
كما دعت المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف "العدوان المتكرر على الأبراج السكنية"، محذرة من أن استمرار استهداف الأحياء المدنية سيؤدي إلى موجة نزوح كارثية في مدينة غزة المكتظة.
الموقف الدولي
من جانبها، شددت منظمات أممية على ضرورة حماية المدنيين، واعتبرت أن قصف الأحياء السكنية في غزة يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وطالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل في استهداف الأبراج، مع ضرورة السماح بإدخال مساعدات عاجلة للقطاع لتخفيف المعاناة.
إلا أن الموقف الدولي ما زال يعاني من ازدواجية واضحة، إذ تكتفي بعض الدول الغربية بالدعوة إلى "ضبط النفس"، بينما تواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل. وهو ما يثير غضباً واسعاً لدى الفلسطينيين الذين يشعرون بأن المجتمع الدولي يتجاهل معاناتهم اليومية.
الإعلام والبعد النفسي
يحمل قصف برج القدس أيضاً بعداً نفسياً كبيراً، إذ أن مشاهد تدمير الأبراج السكنية وبثها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يهدف – بحسب محللين – إلى إضعاف الروح المعنوية للسكان وإيصال رسالة بأن أي مكان قد يصبح هدفاً للطائرات الإسرائيلية.
لكن على الجانب الآخر، يرى آخرون أن نشر صور الضحايا والدمار قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ يثير تعاطفاً واسعاً لدى الرأي العام العربي والدولي، ويزيد الضغط على الحكومات للتحرك لوقف التصعيد.
قصف شقة سكنية في برج القدس قرب مجمع الصحابة بمدينة غزة يعكس سياسة الاحتلال القائمة على استهداف الأحياء المدنية دون مراعاة لمعايير القانون الدولي. وهو هجوم يفاقم من المأساة الإنسانية في غزة، ويهدد بزيادة أعداد النازحين والمشردين في ظل ظروف معيشية كارثية.
ومع استمرار الغارات، تزداد الحاجة إلى تحرك دولي جاد لوقف الانتهاكات، وحماية المدنيين، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية. فالمعادلة التي يحاول الاحتلال فرضها عبر القصف لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والمأساة، بينما يظل المدنيون – لا سيما الأطفال والنساء – هم الضحايا الأبرز لهذه الحرب.








