قصف برج مشتهي.. الاحتلال يفتح أبواب الجحيم على مدينة غزة

profile
  • clock 5 سبتمبر 2025, 1:05:43 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
قصف برج مشتهي غرب مدينة غزة

متابعة: عمرو المصري

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح الجمعة 5 سبتمبر 2025 برج مشتهى الواقع غربي مدينة غزة في منطقة أنصار، وذلك عبر ثلاث غارات متتالية استهدفت المبنى السكني مباشرة. 

وأكدت مصادر محلية أن الاستهداف جاء بعد أقل من ساعة من تهديد صريح أطلقه وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقصف أحد الأبراج المرتفعة في المدينة. ويعد هذا الهجوم حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها البرج ذاته خلال الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

 

بيان إدارة البرج

عقب القصف، أصدرت إدارة برج مشتهى بيانا نفت فيه جملةً وتفصيلا المزاعم التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي بشأن استخدام المبنى في أي أنشطة عسكرية. وأكدت الإدارة أن البرج، ومنذ استهدافه العام الماضي، يخضع لرقابة صارمة تمنع دخول أي جهات عسكرية إليه، وأنه يضم حصريا مدنيين نازحين فقدوا منازلهم نتيجة الغارات الإسرائيلية.

وأوضحت الإدارة أن جميع طوابق البرج مكشوفة وخالية تماما من أي تجهيزات أو معدات عسكرية، سواء كانت كاميرات مراقبة أو أسلحة خفيفة أو ثقيلة، مشددة على أن الحديث عن وجود بنية تحتية للمقاومة داخله محض افتراء. كما دعت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التنديد بهذا الاستهداف الهمجي ضد المدنيين الأبرياء، وأعلنت نيتها ملاحقة الحكومة الإسرائيلية قانونيا في المحافل الدولية للمطالبة بالتعويضات ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.

 

خطة إسرائيلية لاستهداف الأبراج

بالتزامن مع قصف برج مشتهى، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا أعلن فيه أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة هجمات على مبانٍ متعددة الطوابق داخل مدينة غزة، وذلك في إطار توسيع العملية العسكرية. وزعم الجيش أن هذه الأبراج تحولت إلى "بنى تحتية إرهابية" تتضمن غرف مراقبة وكاميرات ومواقع قنص ومنصات لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع ومراكز قيادة وسيطرة تابعة لحركة حماس.

كما ادعى أن شبكات الأنفاق التابعة للمقاومة تمر بالقرب من هذه المباني، وأنها مزودة بممرات للهروب وكمائن معدة لاستهداف قواته. وذهب أبعد من ذلك حين قال إن حماس زرعت عبوات ناسفة قرب بعض الأبراج، يمكن تفجيرها عن بعد باستخدام كاميرات المراقبة المثبتة عليها.

مزاعم بتقليل الأضرار

الجيش الإسرائيلي حاول إظهار التزام شكلي بحماية المدنيين عبر الإشارة إلى أنه سيتخذ "خطوات لتقليص الإصابات" مثل إصدار تحذيرات مسبقة، واستخدام ذخائر دقيقة، والمراقبة الجوية المتواصلة، مدعيا أن هذه الإجراءات تأتي ضمن ما أسماه "جهدا لتفادي المدنيين قدر الإمكان". غير أن الواقع الميداني خلال الأشهر الماضية أثبت، وفق منظمات حقوقية، أن هذه الادعاءات لا تتجاوز حدود التبرير الإعلامي لمجازر تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية.

تهديدات وزير الحرب

وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد بنفسه أن قصف برج مشتهى لم يكن سوى بداية لمرحلة تصعيدية جديدة. وقال في تصريحات صحفية إن الجيش وجه أول إنذار بالإخلاء لبرج مرتفع في غزة قبل قصفه، مضيفا: "الآن تُفتح أبواب الجحيم في غزة، وستتسع العمليات العسكرية وتتصاعد وتيرتها حتى ترضخ حماس لشروط إسرائيل بإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى والتجريد من السلاح—أو مواجهة المصير المحتوم بالتدمير."

بهذا التصعيد، يبدو أن الاحتلال يمضي نحو مرحلة أكثر دموية تستهدف الأبراج السكنية بشكل مباشر، ما ينذر بزيادة أعداد الضحايا المدنيين ويؤكد استمرار سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد سكان غزة منذ اندلاع الحرب.

التعليقات (0)