تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة دبلوماسية لافتة، تدرس الحكومة الإسبانية تسريع حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك ضمن حزمة عقوبات أوروبية يُتوقع إقرارها يوم الثلاثاء المقبل. 

تأتي هذه الخطوة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد نحو 64 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

خلفية القرار الإسباني

أعلنت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، يوم السبت 6 سبتمبر 2025، أن الحكومة الإسبانية تدرس تسريع حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك ضمن حزمة عقوبات أوروبية يُتوقع إقرارها يوم الثلاثاء المقبل. 

يأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث تشهد مختلف محاور القتال في قطاع غزة مواجهات متواصلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وتسعى فصائل المقاومة إلى تكثيف عملياتها العسكرية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، في محاولة للحد من التصعيد العسكري والضغط على الاحتلال للحد من عدوانه.

تفاصيل العقوبات الإسبانية

في إطار هذه الحزمة، اقترحت الحكومة الإسبانية فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك استنادًا إلى القوانين الأوروبية التي تمنع بيع الأسلحة لأطراف في حالة حرب.

 كما تشمل العقوبات تعليق اتفاقية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي تشترط في مادتها الثانية احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي للعلاقات الثنائية. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت إسبانيا توسيع قائمة العقوبات الأوروبية لتشمل المستوطنين المتورطين في أعمال عنف في الضفة الغربية، وذلك في إطار الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني.

ردود الفعل الدولية

تلقى القرار الإسباني ردود فعل متباينة على الصعيدين الأوروبي والدولي. ففي حين رحبت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وأيرلندا، بالخطوة الإسبانية، أعربت دول أخرى، مثل ألمانيا والمجر، عن تحفظها على فرض عقوبات شاملة على إسرائيل. 

من جهة أخرى، أشادت بعض المنظمات الحقوقية الدولية بالقرار الإسباني، معتبرة إياه خطوة مهمة نحو محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية.

الوضع الإنساني في غزة

تشهد غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر. فقد أسفر العدوان عن استشهاد نحو 64 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمشردين.

 وتواجه غزة أزمة غذائية حادة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، مما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق.

يُعتبر القرار الإسباني بتسريع حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل خطوة دبلوماسية هامة في إطار الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. 

ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبقى الأمل معقودًا على تحرك أوروبي جماعي أكثر فاعلية للحد من الانتهاكات الإسرائيلية وتحقيق السلام في المنطقة.