محمد جمال دسوقي يكتب: صرخة طفلة غزاوية.. سمعتها طهران ولم يسمعها حكام العرب؟!

profile
محمد جمال دسوقي كاتب صحفي
  • clock 19 يونيو 2025, 5:14:26 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محمد جمال دسوقي يكتب: صرخة طفلة غزاوية.. سمعتها طهران ولم يسمعها حكام العرب؟!

انفجرت كلماتها من أعماق صدرها كقذيفة ملتهبة، تهز المشاعر بقوةٍ تفوق انفجار الصاروخ الإيراني نفسه!.. طفلةٌ غزاوية لم تتجاوز عشر عمر الحصار، تقفُ بين أنقاض بيتها المدمر، عيناها تتابع بشغف صاروخاً إيرانياً ينطلق في السماء... وفجأةً، يخرج من حنجرتها الصغيرة هتافٌ يُزلزِل الضمائر: «اللهم سدِّد رميهم! الله أكبر ولله الحمد!».


صوتٌ طفولي اختُطِفَت براءته من أتون حرب الإبادة، تحول إلى صرخة تُذكِّر العالم بأن غزةَ ما زالت تتنفَّس! فهل سمع حكامنا هذا النداء المُكتوي بنار القصف؟ وهل وعَوا أنَّ هذه الطفلةَ تهللت لقوةٍ تبعد عنها آلاف الكيلومترات، بينما هم جالسون على بُعد أمتارٍ منها... صامتون كالحجارة؟!.


في مشهدٍ يجسد أقسى مفارقات العصر: أطفال يقاتلون بالدعاء، وقادة يسلمون بالأمر الواقع.. هذه ليست مجرد كلمات... إنها قنبلة أخلاقية تفجر سؤالا مرعبا:متى ستتحرك ضمائر من يملكون السلطة لإنقاذ فلسطين؟"

لا أتجنى على حكامنا، فالأفعال أبلغ من الأقوال، وتفضح الواقع بشكل صارخ.. فبينما تتصاعد أصوات الحرب والمعاناة، تبرز حقائق مريرة تكشف عن مدى الدعم والتواطؤ الذي ينهش في جسد قضيتنا، ويزيد من معاناة أطفالنا الأبرياء.. طفلتنا الغزاوية، التي تتابع سقوط الصواريخ وتصرخ بالدعاء، ليست إلا نموذجاً صغيراً لآلاف الأطفال الذين يعيشون في قلب الدمار والخراب، وسط مساحة صغيرة من الأرض المدمر، بأيدي من تدعمون اقتصادياً وسياسياً.


هل تدركون أن صمتكم وتجاهلكم هو بمثابة مشاركة في القتل، وأن دعمكم لدولة الاحتلال، ولو لم تعلنوا ذلك بشكل مباشر، يطيل أمد المعاناة ويعمق الجراح؟
حان الوقت لنفتح أعيننا على الحقيقة، ونواجه الواقع المر، قبل أن يفقد المزيد من الأطفال براءتهم، وتتحول الأحلام إلى رماد في ظل صمت العالم وتواطؤ من يملكون القرار.


قالوا في الأثر إن أمير المؤمين عمر بن الخطاب قال بينما يتفقد أحوال رعيته: "لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني عنها الله: لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر؟"، فكيف بكم يا حكامنا إذا وقفت بين أيادي الله سبحانه وتعالى وأسمعكم صوت هذه الطفلة وهي تستغيث بالصواريخ القادمة من أقصى الشرق من بلد تبعدها آلاف الأميال بينما أنتم بجوارها ولا تهتمون أصلا لدخول شربة ماء إليها وسط تعجرف وصلافة وتجبر غربي أمريكي صهيوني منقطع النظير.. قل ما تجد مثله في التاريخ.


تشتد الحرب بين الكيان اللقيط وبين إيران ورغم الدعم الأمريكي اللامحدود والدعم الغربي المباشر والقوي لدولة الاحتلال لا نجد حكامنا يقفون موقفا مشرفا ولو من باب ذرأ الرماد في العيون سوى ببعض التصريحات فقط.. الكلمات وحدها لا تكفي يا قادتنا نريد أفعالكم ضد حثالة البشر "نتنياهو وحكومته" لكي تجبروهم على إدخال الماء والغذاء إلى الأطفال والنساء المحاصرين في غزة. 


افعلوا وإلا ورب العزة ستكون فتنة في الأرض وفساد كبير.. وصدقوني لن ينفعكم تعاملكم مع نتنياهو وترامب في الدنيا قبل الآخرة.. فالشعوب مهما صمتت لا تنسى أبدا من خذلها وكذلك برب العالمين سبحانه وتعالى لن يسامح أبدا في حقوق الأطفال اودمائهم المهدورة في غزة.

التعليقات (0)