محمد جمال دسوقي يكتب: أحرقناكي يا ورد فأقتلينا!

profile
محمد جمال دسوقي كاتب صحفي
  • clock 26 مايو 2025, 12:48:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أحرقناكي يا ورد فأقتلينا!

كنت قد غفوت لساعات قليلة صباحا.. وقمت فجأة تفقدت هاتفي كعادتي اليومية فوجدتني أمام كارثة إنسانية تعصف بي.. كارثة إنسانية تطيح بنا جميعا.. كارثة إنسانية تحرق هذا العالم المتجبر الظالم بأكمله.. وجدت لساني ينطق هذه الكلمات ويدي تصبها بكل حرقة على الكيبورد.. وقلبي يقطر دما.. حقيقة لا أتذكر أي قصيدة تأثرت بها ولكن فيها من الحزن ورثاء الأمة كما في كثير من قصائد العرب.


ساعدتني زوجتي في البحث عن صاحبة الفيديو وأنا أكتب هذه الكلمات فوجدت أنها لطفلة من غزة تدعى "ورد جلال" الشيخ خليل وهي الناجية الوحيدة لأسرتها وهي فقدت 6 من أخواتها في الجريمة وهي بحالة خطرة كما كتب الصحفي الغزي الفلسطيني أنس الشريف على حسابه على فيسب بوك.
 

لك يا ورد أقول هذه الكلمات :

أحرقناكي يا ورد فاقتلينا.. أقيلي علينا التراب يا صغيرتي لا ترحمينا.
اشكي لربك يا ابنتي.. هؤلاء يارب جُل الخاذلينا.
عرب هم أخوتي وأهلي ولكن ما وجدت فيهم يا رب معينا.
حاسبينا يا ابنتي بقوة.. وصبي آلام الحرق على كل الجبينا.
اصرخي لربك وادعي علينا.. وعلى كل الحضور من المسلمينا.
قولي له يارب إن ضعفهم وخذيهم وخستهم.. قد طافت بأرض العالمينا.
يارب أشكو إليك قلة حيلتي.. وقلة حياء الكون مجمتع اللعينا.
ينظرون كل لحظة إلينا أقوام الأخدود.. على مسمع ومرمى الغرب والشرق الحزينا.

ابكي علينا يا حبيبتي..  فما فينا رجاء ولا ضميرا.

تضرعي يا ابنتي إلى ربك.. فإنه رب العباد أرحم الراحمينا.
أمطري دموعك نارا تتألق فينا.. واقطفي من جراح القمر المتألمينا.
هذه رمال الزمن تحتقر القبورا.. وتلف حكايات الخيانة المدفونينا.
انثري الرماد فوق وجوه شهداء أحبة.. هم والله أقرب العباد لرب العالمينا.
احملي صراخك كمئذنة تهتف بالغضب.. وافضحي قساوات القلوب المتأمرينا.
ختاما.. أنا في الحقيقة لست بشاعر ولا أكتب الشعر، ولكن خطرت ببالي هذه الكلمات لعلها تعبر عن قهري ما يحويه صدري على أوضاع أطفالنا وأهلنا في قطاع غزة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)