-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
لماذا تعثرت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في عُمان؟
لماذا تعثرت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في عُمان؟
-
3 مايو 2025, 9:51:49 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (على اليمين) يصل إلى مسقط، عُمان، استعدادًا للمفاوضات مع الولايات المتحدة، في 25 أبريل 2025
شهدت سلطنة عُمان خلال ثلاثة أيام سبت متتالية لقاءات تفاوضية بين مفاوضين من الولايات المتحدة وإيران، في محادثات لم تُعقد بهذا الشكل المباشر منذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. الهدف المعلن من الجانب الإيراني هو تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى وقف تخصيب إيران لليورانيوم، في ظل قلق إسرائيلي متزايد من احتمالية سعي الجمهورية الإسلامية نحو امتلاك سلاح نووي.
إلا أن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في 3 مايو، قد أُلغي بحسب إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي كتب على منصة "إكس": "قررنا بالتنسيق مع الوسطاء العُمانيين والأمريكيين تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات لأسباب لوجستية وتقنية". وأضاف: "من جانب إيران، لا يوجد أي تراجع عن عزمنا على التوصل إلى حل تفاوضي... وسيظل برنامج إيران النووي سلمياً إلى الأبد، مع ضمان احترام حقوق إيران بشكل كامل".
غير أن واشنطن أنكرت أصلًا وجود موعد محدد لهذا اللقاء، إذ صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، قائلة: "الولايات المتحدة لم تؤكد مطلقًا مشاركتها في جولة رابعة من المحادثات في أي مكان"، مشيرة إلى أن التوقيت والمكان قد يتحددان قريبًا، "لكننا لن نناقش متى وأين".
تصعيد أمريكي وتهديدات مفتوحة
في الأيام الأخيرة، اتخذت الإدارة الأمريكية خطوات اعتُبرت بمثابة تصعيد كبير في الموقف تجاه إيران، مما ساهم - بحسب مراقبين - في تعقيد مسار المحادثات. فقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أربع شركات تبيع المنتجات البتروكيميائية الإيرانية وعلى مشترٍ واحد، اتهمتهم بتوليد مئات الملايين من الدولارات لدعم "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد استخدم منصته "تروث سوشيال" لنشر رسالة شديدة اللهجة قال فيها: "تحذير: يجب أن تتوقف جميع عمليات شراء النفط أو المنتجات البتروكيميائية الإيرانية فورًا! أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط أو المنتجات البتروكيميائية من إيران سيخضع فورًا لعقوبات ثانوية. لن يُسمح له بممارسة أي شكل من أشكال التجارة مع الولايات المتحدة".
وتزامن ذلك مع تصريح أكثر حدة من وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، الذي كتب على "إكس": "رسالة إلى إيران: نرى دعمكم القاتل للحوثيين. نحن نعلم تمامًا ما تفعلونه. أنتم تعرفون جيدًا ما تستطيع القوات الأمريكية فعله – وقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن، في الزمان والمكان الذي نختاره".
ويأتي هذا في ظل استمرار الولايات المتحدة في شنّ غارات جوية على اليمن منذ 49 يومًا متتالية، استهدفت خلالها أكثر من 1000 موقع، وذلك ردًا على الحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون في البحر الأحمر، والذي يقولون إنه يأتي رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
ورغم الغموض حول توقيت منشور هيغسيث، إلا أن مراقبين يرون أنه يؤدي دور "الشرطي السيئ" في سياسة داخلية معتادة من ترامب، الذي غالبًا ما يُظهر مواقف متشددة علنًا بينما يوجه رسائل دبلوماسية أكثر مرونة في الكواليس. فترامب، كما تشير مصادر، هو من بادر بإرسال رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لبدء هذه الجولة من المحادثات.
أما مبعوث ترامب المعروف بلقب "المبعوث إلى كل شيء"، ستيف ويتكوف، فقد أبدى في السابق اهتمامًا بما وصفه بـ"إجراءات التحقق" من الأنشطة النووية الإيرانية بدلًا من اعتماد نهج متشدد قد يدفع طهران إلى الانسحاب من المحادثات. ومع ذلك، قام ويتكوف بإعادة نشر منشور هيغسيث، ما زاد من الغموض بشأن الاتجاه الحقيقي للسياسة الأمريكية.
أدوات الضغط الشامل: العقوبات والدبلوماسية والتهديد العسكري
يؤكد الباحث في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو إسفهاني، أن الولايات المتحدة تعتمد في تعاملها مع إيران على مزيج من الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والتهديد العسكري، قائلاً: "هناك خيط رابط بين العقوبات والدبلوماسية والخيار العسكري. تستخدم الولايات المتحدة كامل أدوات السياسة الخارجية لمواجهة تهديد الجمهورية الإسلامية".
لكن هذه السياسة متعددة الأوجه قد تكون لها نتائج عكسية، خاصة في ظل تطلعات إيران لتكريس شرعية حضورها الإقليمي عبر هذه المحادثات، في وقت تراجع فيه نفوذ حلفائها مثل حزب الله وبشار الأسد.
ويرى إسفهاني أن إيران ربما كانت تبالغ في تقدير قدرتها على انتزاع مكاسب كبيرة مقابل تنازلات قليلة، قائلاً: "دخلت الجمهورية الإسلامية المحادثات تحت وهم أنها تستطيع خداع الولايات المتحدة للموافقة على صفقة سيئة أخرى، نسخة جديدة من الاتفاق النووي دون تقديم تنازلات حقيقية".
وكان عرَقجي قد صرّح الشهر الماضي أن الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، "لم يعد جيدًا بالنسبة لنا"، مشيرًا إلى أن ترامب "لا يريد اتفاقًا جديدًا من هذا النوع أيضًا".
الأنشطة النووية مستمرة رغم الضغط
رغم النفي المتكرر من قبل إيران لسعيها إلى امتلاك سلاح نووي – حيث سبق للمرشد خامنئي أن أعلن في 2019 أن "الأسلحة النووية محرّمة شرعًا" – فإن طهران لا تزال تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى الاستخدام في الأسلحة. كما تستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة في منشأة فوردو المدفونة تحت الأرض، بحسب ورقة معلومات صادرة عن المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (NIAC).
وفي هذا السياق، عاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ليشدد الجمعة على مطلب الولايات المتحدة بأن تتخلى إيران عن كل أشكال التخصيب النووي لأي غرض كان.
ورأى رايان كوستيلو، مدير السياسات في NIAC، أن هذا المطلب غير واقعي ويعود إلى سياسات عهد بوش وتشيني، قائلاً: "إذا كان هذا مجرد استعراض سياسي، فقد تمضي المحادثات قدمًا. أما إذا كان هذا هو الحد الأدنى الأمريكي غير القابل للتفاوض، فإن الحرب تصبح احتمالًا أقرب من الاتفاق، والطريق أمامنا سيكون بالغ الصعوبة".
ميدل إيست آي
- إيران
- ترامب
- حزب الله
- سلطنة عمان
- بشار الأسد
- الاتفاق النووي الإيراني
- جورج بوش الأبن
- الولايات المتحدة
- تخصيب اليورانيوم
- ميدل إيست آي
- البحر الأحمر
- باراك أوباما
- وزارة الخزانة الأمريكية
- عباس عراقجي
- الحوثيون
- البرنامج النووي الإيراني
- ماركو روبيو
- بيت هيجسيث
- اليورانيوم
- المفاوضات مع إيران
- مباحثات عمان
- اليمن
- تروث سوشيال







