غزة تلد أشلاءً لا أطفالًا

حين يُقصف الرحم.. طفلة تولد بلا دماغ وسط كابوس التشوهات والإبادة الصامتة

profile
  • clock 3 مايو 2025, 10:09:31 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
طفلة تولد بلا دماغ وسط كابوس التشوهات والإبادة الصامتة

في لحظة كان يُفترض أن تحمل الفرح، وُلدت الطفلة ملك أحمد القانوع في مستشفى العودة شمال قطاع غزة دون دماغ، لتُجسد بأبشع صورة نتائج الحرب التي لا تقتصر على القصف والدمار، بل تمتد إلى الأرحام والأجنة.

الواقعة الصادمة ليست معزولة، بل تمثل واحدة من سلسلة متزايدة من حالات التشوه الخلقي، التي يقول الأطباء إنها مرتبطة مباشرة باستخدام الاحتلال الصهيوني لأسلحة سامة وتجريبية ضد المدنيين منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023. وفي ظل الحصار الخانق وانهيار المنظومة الصحية، باتت هذه الحالات تطفو على السطح، لتكشف عن جريمة صامتة لا يُسلط الضوء عليها بما يكفي.

تحذيرات طبية مبكرة.. وإجهاضات بالجملة

منذ الشهور الأولى للعدوان، حذّر أطباء فلسطينيون ودوليون من أن النساء الحوامل يتعرضن يوميًا لـ"خطر غير مرئي"، يتمثل في الإشعاعات والغازات السامة المنبعثة من الغارات والقنابل التي يُعتقد أنها تحتوي على مواد محظورة دوليًا. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإجهاض التلقائي، بنسبة وصلت إلى 300%، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

وفد طبي زار غزة مطلع عام 2024 أكد أنه تعامل مع العديد من حالات التشوهات الخلقية الخطيرة، في وقت لا توجد فيه تجهيزات أو أدوية كافية للتعامل مع هذه الكوارث الطبية.

موت بطيء يهدد الجيل القادم

ووسط نقص التغذية الحاد وانعدام الرعاية الطبية، تواجه أمهات غزة خطر الموت أثناء الولادة، فيما أصبح الأطفال حديثو الولادة، كما تؤكد اليونيسف، على حافة الهلاك بسبب الجوع والمرض والافتقار لأبسط سبل الحياة.

المأساة مستمرة بصمت دولي

الطفلة "ملك" ليست مجرد حالة طبية نادرة، بل هي شاهد حي على جريمة ممنهجة تستهدف الحياة من جذورها، بينما يبقى المجتمع الدولي صامتًا أمام جريمة إبادة تمتد من الأحياء السكنية إلى بطون الأمهات.

في غزة، لم يعد الموت في الغارات وحده هو العنوان، بل أصبح الرحم الفلسطيني ساحة جديدة لمعركة غير متكافئة، تُستخدم فيها الأسلحة المحظورة ضد من لم يُولدوا بعد.

التعليقات (0)