تحليل إخباري: محادثات إيران النووية تثير قلقًا إسرائيليًا عميقًا

profile
  • clock 1 مايو 2025, 8:11:26 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محادثات إيران النووية تثير قلقًا إسرائيليًا عميقًا

متابعة: [رامي أبو زبيدة]

يثير مقال عوديد عيلام في صحيفة "إسرائيل اليوم" بتاريخ 30/4 تساؤلات وتحذيرات جدية بشأن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي. ينطلق الكاتب من مقولة المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، التي تصور المفاوضات مع الخصم كـ "سبيل آخر للنصر"، ليؤكد على الاستراتيجية الإيرانية القائمة على استنزاف الطرف الآخر وانتزاع التنازلات.

يُبدي المقال قلقًا بالغًا إزاء ما يراه تراجعًا أمريكيًا عن المطالب الأساسية السابقة، مثل التفكيك الكامل لتخصيب اليورانيوم والمنظومة الباليستية ووقف دعم "الإرهاب"، لصالح العودة إلى اتفاق 2015 الذي يصفه الكاتب ضمنيًا بالضعيف. وينتقد المقال بشدة أداء الوفد الأمريكي المفاوض، مشيرًا إلى قلة خبرة رئيسه وعدم وجود استراتيجية واضحة وفهم عميق لتداعيات الاتفاق المحتمل على ميزان القوى الإقليمي.

يصور عيلام المفاوض الأمريكي بـ "سائح غربي علق في بازار" إيراني، مما يعكس اعتقاده بأن إيران تستغل ضعف الجانب الأمريكي لتحقيق مكاسب. ويحذر من أن اتخاذ القرارات الأمريكية بناءً على "الإحساس الداخلي للرئيس" بدلًا من تقييمات أمنية معمقة قد يترك إسرائيل "وحدها في المعركة". كما يشير إلى احتمالية سعي الرئيس ترامب، في حال عودته للسلطة، إلى اتفاق جديد قد يبدو إنجازًا ولكنه قد يتضمن تنازلات خطيرة على المدى الطويل.

يتجاوز الخطر النووي: تداعيات استراتيجية وخيمة على إسرائيل

يُفصل المقال خمسة مستويات رئيسية للخطر الاستراتيجي الذي ستواجهه إسرائيل في حال تنازلت الإدارة الأمريكية عن مبادئها الأساسية:

مواصلة تطوير النووي: يرى الكاتب أن أي اتفاق ضعيف أو العودة إلى اتفاق 2015 سيمنح شرعية للتقدم الإيراني التدريجي في تخصيب اليورانيوم، مع الإبقاء على البنية التحتية والمعرفة التي تمكن إيران من امتلاك القدرة على إنتاج أربعة رؤوس نووية في غضون أسابيع قليلة.
تعزيز المحور الراديكالي: يشير إلى أن رفع العقوبات سيضخ أموالًا طائلة إلى النظام الإيراني، والتي ستوجه لدعم وكلائه الإقليميين مثل "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" والحوثيين، مما يزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمي.


انهيار الردع الإسرائيلي: يوضح أن أي صفقة "هينة" مع إيران ستضعف المحور المعتدل من الدول العربية التي اكتسبت ثقة بإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، وستقلل من التعاون الاستراتيجي مع الدول السنية التي سترى في إسرائيل طرفًا ضعيفًا غير قادر على التأثير على حليفته الكبرى.


عزلة سياسية محتملة: يحذر المقال من أن أي عمل عسكري أو سياسي إسرائيلي دون دعم أمريكي سيجعلها معزولة أمام المجتمع الدولي الذي سيتبنى "الاتفاق الجيد المتحقق"، مما يقلل من قدرة مناورتها ويعرضها لمعارضة سياسية علنية.


بقاء النظام الإيراني: يعتبر الكاتب أن الخطر الأكبر على المدى الطويل هو تجديد شرعية نظام آيات الله، حيث سيستخدم أي اتفاق، حتى لو كان سيئًا، كدليل على صواب "الثورة" وقدرتها على إخضاع الغرب، مما يمنح النظام "أكسجينًا سياسيًا" في ظل عزلة داخلية يعاني منها.


لحظة حاسمة لنتنياهو

يختتم المقال بالإشارة إلى أن هذه اللحظة تمثل "اختبارًا نادرًا" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبًا إياه باستخدام كافة قدراته في التوجيه السياسي من خلال التفكير البارد والتخطيط الدقيق واستخدام التحالفات والعمل العميق مع صناع القرار في واشنطن، مع التخلي عن "الضجيج" والتصريحات الكبرى.

يطرح المقال تساؤلًا حول قدرة نتنياهو على إعادة تصميم الاتفاق الجاري نسجه وإدخال آليات رقابة متشددة وحدود واضحة إليه. ويؤكد على أن الجمهور الإسرائيلي لا يبحث عن "عدل تاريخي" بل عن قيادة واعية لما هو على المحك، وفي ظل وضوح الأهداف الإيرانية، لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بعدم تحديد "ما الذي هي مستعدة لأن تضحي به، وبأي قدر مسموح لها أن تغامر".

باختصار، يقدم المقال تحليلًا متشائمًا للمحادثات النووية مع إيران، محذرًا من تداعيات وخيمة على الأمن القومي الإسرائيلي والاستقرار الإقليمي في حال أسفرت عن اتفاق ضعيف أو العودة إلى الاتفاق السابق. ويدعو القيادة الإسرائيلية إلى التحرك بحذر واستراتيجية لحماية مصالحها في مواجهة هذه التحديات.

التعليقات (0)