-
℃ 11 تركيا
-
1 أكتوبر 2025
كيف جذب «أمير حرب» من وادي السيليكون انتباه البنتاجون؟
كيف جذب «أمير حرب» من وادي السيليكون انتباه البنتاجون؟
-
1 أكتوبر 2025, 5:24:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ستيفن سيموني، المؤسس المشارك لشركة Allen Control Systems (ACS)، التي تصنع برجًا يعمل بالذكاء الاصطناعي للرشاشات يسمى Bullfrog. رويترز
وكالات
ظهر ستيفن سيموني، مرتدياً بذلة رياضية من سيلين بقيمة 4 آلاف دولار مفتوحة ليكشف عن صدر عارٍ وسلسلة فضية، وهو يتبادل المزاح مع مراسل أثناء عرض فيلم في الحي الشرقي في مانهاتن، متباهياً بمشروعه الأخير. جاء رائد الأعمال التقني إلى نيويورك لمشاهدة فيلم وثائقي مولّه بعنوان «مباراة في كومة قش» عن فرقة رقص تمكنت من تقديم عرض في أوكرانيا المتضررة من الحرب.
من نجاح تجاري إلى صناعة الأسلحة
قبل نحو عام، كان الرجل (39 عاماً) قصة نجاح نموذجية في وادي السيليكون بعد أن باع شركة دفع إلكتروني لشركة DoorDash بمبلغ 125 مليون دولار في 2022. اليوم هو من مؤسسي شركةAllen Control Systems، التي تطور منتجاً يختلف جذرياً عن رموز QR لقوائم المطاعم: بندقية آلية ذاتية التشغيل مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُدعى «بولفراغ» مُصمّمة لإسقاط الطائرات المسيّرة. يقول سيموني: «المستقبل هو سكاي نت، أساساً»، في إشارة إلى نظام الذكاء الاصطناعي الخيالي في أفلام «المدمّر» الذي يصبح واعياً ويقلبُ الطاولة على البشرية. «أريد تزويد الحكومة بهذه المنتجات لتستخدمها».
تمويل وعقود تجريبية مع الجيش
لم تعد فكرة أن يتحول هذا المهووس بأفلام الخيال العلمي وبطولات ألعاب بطاقات إلى مقاول دفاعي فظة أمراً عجيباً. فقد جمعت شركته تمويلاً بقيمة 40 مليون دولار، آخرها في جولة قادتها شركة Craft Ventures، التي شارك في تأسيسها ديفيد ساكس—المعين لاحقاً من قبل إدارة ترامب كرئيس ملف الذكاء الاصطناعي—، ولديها عقود نموذجية مع الجيش الأمريكي وقوات العمليات الخاصة.
تحوّل وادي السيليكون نحو تقنيات عسكرية
سيموني جزء من جيل جديد من رواد الأعمال الذين يرافقون تحول وادي السيليكون إلى تقنيات عسكرية، مع تزايد الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وتصاعد التوترات مع الصين، ما دفع الحاجة الأمريكية للاستعداد لمستقبل الحرب. بات مؤسّسو تطبيقات المستهلكين يطوّرون الآن أسراباً من الطائرات المسيّرة، وأقمار تجسس، وقوارب ذاتية، وتقنيات فتاكة أخرى، مستفيدين من حماس رؤوس المال الاستثماري والاهتمام البنتاجوني.
شخصية العرض والظهور الإعلامي
سيموني، الذي خدم في البحرية، يقول إن شخصيته «زعيم الحرب»—المقتبسة من تاجر سلاح بجامعة برادلي كوبر في فيلم «كلاب الحرب»—طريقة ساخرة لجذب الانتباه لشركته. «أكره الحرب، لكن الحرب ستظل تحدث، لذلك سينتج أحدهم هذا المنتج في مرحلة ما»، يقول. وقد اهتمّ بصناعة صورة علنية: ظهر خبيراً في الطائرات المسيّرة على قناة فوكس نيوز، أطلق بودكاست يستضيف كبار المسؤولين العسكريين، وانضم كشريك إلى صندوق استثماري لتمويل شركات الدفاع.
شبكات نفوذٍ سياسية واجتماعية
خلال عشاء في واشنطن تلقّى رسالة من موظف بنادي «الإكزكيوتيف برانش» الخاص بالمقرّب من دونالد ترامب الابن، وهو نادٍ خاص قد تتخطى رسوماً الانضمام إليه 500 ألف دولار. يرى سيموني أن «الأمر الكبير في تقنيات الدفاع هو البيع إلى البيت الأبيض والكونغرس، حتى قبل وزارة الدفاع». رغم أنه قرر لاحقاً عدم الانضمام لعدم توفير خصم، إلا أن نشاطه الاجتماعي حقق له حضوراً وسط رجال صناعة الدفاع والمسؤولين. استضاف حفلات ليلية في شقّة الشركة في أوستن حضرها ممثلو شركات ناشئة ومسؤولون حكوميون، ونظم جمع تبرعات لعضو كونغرس جمهوري حضره رئيس لجنة القوات المسلحة بالبيت.
مصادقة عسكرية ونبرة التفاؤل
انضمام الجنرالات والمسؤولين العسكريين إلى النقاش ليس مجرّد علاقات عامة. ففي يونيو، شارك الجنرال جيمس رايني، قائد قيادة «Army Futures» المسؤولة عن تحديث الجيش، في حلقته الأسبوعية على البودكاست لمناقشة تعاون البنتاجون مع وادي السيليكون. وقال الجيش الأمريكي في بيان إنّه «في طور منح عقد لتقييم إمكانات دمج بولفراغ في منصات الجيش القائمة» قبل نهاية السنة المالية.
مشكلة الطائرات المسيّرة وحلول تجارية
تسعى الشركة لمواجهة خطر ميداني ناشئ في أوكرانيا: الطائرات المسيّرة الصغيرة الرخيصة التي يصعب التشويش عليها وتُشكل تهديداً متزايداً. بينما يستخدم الجنود أسلحة نارية تقليدية لإسقاطها، ظهرت شركات متعددة تقدّم حلولاً تتراوح بين الليزر والموجات الدقيقة. يقدّم «بولفراغ» المدعوم بالذكاء الاصطناعي كبديل بسعر يقارب 350 ألف دولار للوحدة، ليُركّب على مركبات ذاتية أو قوارب من دون طيّار أو كنقطة مراقبة ثابتة لحماية محيط قواعد أو نقاط حدودية.
أداء ميداني متذبذب
خلال عرض تجريبي للجيش والمستثمرين في مزرعة بأوستن، جُنّدت بندقية M240 المثبتة على شاحنة لاصطياد طائرات مُسيَّرة. أطلقت رشقات فأسقطت طائرة مسيّرة لاحقاً وهي مشتعلة، لكن البندقية تعرّضت لاحقاً لانسداد، ونجحت بعض الطائرات بالانسحاب سالمة. وصف سيموني الأداء بأنه في «مرحلة ما بعد المراهقة... يكاد يكون بالغاً»، مؤكداً أن المنتج سيصل مرحلة النضج بنهاية العام.
صعود سريع وخلفية تقنية
نشأ سيموني في عائلة عسكرية بولاية بنسلفانيا، وانضم إلى البحرية عام 2008 كمهندس للعمل على مفاعلات نووية، حيث التقى بلوقيّه لوك آلن. بعد مغادرتهما العسكرية انتقلا إلى وادي السيليكون وأطلقا شركة Bbot في 2019 المتخصّصة بأنظمة روبوتية وخدمات برمجية للمطاعم، قبل أن تكتسبها DoorDash. بعد التوغل الروسي الثاني في أوكرانيا، قرر آلن تحويل اهتمامه إلى تهديد الطائرات المسيّرة؛ استثمر سيموني كحاضن ثم انضم لاحقاً لتؤسّس Allen Control Systems.
تسويق مثير للجدل وحسابات المخاطر
حين يتعلق الأمر بالتسويق في وادي السيليكون، الهدف غالباً هو إخراج نموذج أولي وخلق ضجيج إعلامي وجذب الاستثمارات. يقرّ مختصّون بأن هذا الأسلوب يمكن أن يقود إلى نتائج كارثية عندما يتعلق الأمر بأنظمة سلاح. وقد واجه سيموني معارضة داخل قطاع التكنولوجيا؛ إذ نشرت مهندسة ردّت على رسالة التوظيف التي بعثها له منشوراً تسخر فيها من قراره بناء أسلحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي بعد أن جمع ثروة من بيع شركته.
تنويعات تكنولوجية وخطط مالية
ترك سيموني منصب المدير التنفيذي في الشركة وأصبح رئيسها، فيما تولّى مايك ووير، الشريك الثالث والمدير التشغيلي، مهام الإدارة التنفيذية. تواصل الشركة اختبار بدائل مثل ليزر تشويش بصري وأنظمة جوية اسمها «سكورج». ويأمل سيموني إدراج الشركة في سوق عبر SPAC خلال العام المقبل، مع رهانه على جذب مستثمرين تجزئة مهتمين بالتقاطع بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة.










