من يتطوّر أكثر... يقتل أكثر

دراسة علمية: الذكاء الاصطناعي في الحرب الإسرائيلية على غزة.. تكنولوجيا قاتلة خارج القانون

profile
  • clock 27 يوليو 2025, 3:38:31 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
دراسة علمية: الذكاء الاصطناعي

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: "برامج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الحرب الإسرائيلية على غزة: اختزال جديد للقانون الدولي"، من إعداد الأستاذ ضياء نعيم الصفدي والأستاذ حمزة علي تايه، تناولت بالتفصيل الدور الخطير الذي لعبته تقنيات الذكاء الاصطناعي في العدوان الإسرائيلي على غزة، من 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025.

من يتطوّر أكثر... يقتل أكثر

تسلّط الورقة الضوء على كيفية توظيف الاحتلال الإسرائيلي لبرامج الذكاء الاصطناعي في تنفيذ هجمات عسكرية أدّت حتى تاريخ 8 يناير 2025 إلى استشهاد أكثر من 57,136 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين. وتنتقد الورقة ما وصفه الباحثان بـ**"استخدام غير أخلاقي للتطور التكنولوجي"**، حيث بات التقدّم التقني وسيلة لتعزيز الإبادة بدلًا من خدمة الإنسانية.

الذكاء الاصطناعي كسلاح إبادة

ترصد الدراسة البرامج غير المادية المستخدمة في الحرب، مثل:

برنامج "لافندر": يُحدد أهدافًا بشرية بناءً على خوارزميات "احتمالية الانتماء"، لكنه يُنتقد بسبب دقته المنخفضة.

برنامج "الإنجيل": يستخدم في تحديد وقت ومكان تنفيذ الغارات.

برنامج "أين أبي": يراقب تحركات الأفراد ويحلل مواقعهم لتوجيه ضربات "وقائية".

تُظهر الدراسة أن هذه الأنظمة غالبًا ما تفتقر للتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وتؤدي إلى مجازر جماعية تُصنَّف كجرائم حرب بموجب القانون الدولي.

خلل قانوني وتنظيمي عالمي

تُشير الورقة إلى غياب تشريع دولي واضح لتنظيم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب، ما يمنح الدول المتقدمة تكنولوجيًا، كـ"إسرائيل"، حرية مطلقة في استخدام أنظمة فتاكة دون رقابة.

وتُبرز الدراسة القصور التشريعي الدولي، وتدعو إلى:

إقرار معاهدة دولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة.

إنشاء هيئة دولية متخصصة لمراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي.

تضمين الأنظمة غير المادية ضمن قائمة الأسلحة القاتلة المستقلة المحظورة دوليًا.

دعوة لمواءمة التكنولوجيا مع الإنسانية

تتجاوب الورقة مع نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الداعي إلى معاهدة دولية لحظر الأسلحة القاتلة الذاتية التشغيل، مؤكدة أن التهديد لم يعد مقتصرًا على الطائرات المسيّرة والروبوتات، بل يشمل البرامج والخوارزميات التي تحوّل المدنيين إلى أهداف آلية.

تكشف الورقة عن وجه مظلم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، وتؤكد أن ما يجري في غزة هو اختبار حقيقي للعالم: هل سنواصل التطور التقني بلا ضوابط، أم نضع الإنسانية والعدالة كأولوية؟ وهل يمكن أن نوقف الإبادة عبر البرمجيات كما نحظرها عبر السلاح التقليدي؟

التعليقات (0)