كاتب إسرائيلي: الرجل الذي قاد إلى كارثة 7 أكتوبر يحاول الآن أن يبيعنا حقائق بديلة

profile
  • clock 4 يوليو 2025, 1:32:56 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

نشرت صحيفة «معاريف» العبرية مقالًا حادًا للكاتب يوسي هدار بعنوان: «الشخص الذي قاد إلى مَخْذَلة 7 أكتوبر يحاول الآن بيعنا حقائق بديلة». النص هجوم لاذع على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بمحاولة صناعة رواية مزيفة لتبرئة نفسه من المسؤولية عن أسوأ هجوم في تاريخ الداخل الإسرائيلي.

يسرد الكاتب نماذج صادمة من تصريحات مقربي نتنياهو، مثل قول نتان إشل إن الناس سينسون 7 أكتوبر عند الانتخابات، أو تصريح أرييه درعي بأن 7 أكتوبر «أنقذت شعب إسرائيل»، ويرى فيها محاولات وقحة لخلق «واقع بديل» يغسل يديه من الدماء. المقال يفضح هذا الخطاب الإعلامي الذي لا يهدف إلا إلى تمكين نتنياهو من البقاء في السلطة، مهما كانت كلفة تجاهل الحقيقة أو إهانة ذاكرة الضحايا.

إنكار الفشل الأمني

يحذر الكاتب من خطورة تحويل الكارثة إلى أداة دعائية، حيث يهاجم نتنياهو لتجاهله مسؤوليته المباشرة عن الإخفاق الأمني في 7 أكتوبر. يذكر بأن الهجمات تركت جرحًا عميقًا لا يمكن التستر عليه مهما حاولت الحكومة إنتاج سرديات مريحة لمؤيديها.

لكن رغم جرأة هذا النقد، يظل المقال أسيرًا للهمّ الإسرائيلي الداخلي، إذ يهاجم نتنياهو لأنه خدع جمهوره وخان ثقته، دون أن يجرؤ على الاعتراف بأن هذه السياسات القائمة على القوة والقمع هي جزء من المشكلة الأوسع. في هذا، يبدو النص صادقًا في كشف زيف السلطة، لكنه محدود في عمقه الأخلاقي.

الحرب على القضاء

يخصص المقال مساحة لانتقاد حرب نتنياهو على سلطة القانون، متحدثًا عن انفجار الخلافات في المحكمة العليا بسبب تعيين رئيس الشاباك. يهاجم الكاتب إصرار الحكومة على تقديم «حقائق بديلة» والتنصل من أحكام القضاء، معتبرًا ذلك دليلًا على مشروع سلطوي خطير.

هذه الإضاءة على الأزمة الداخلية في إسرائيل مهمة، لكنها تكشف أيضًا ضيق أفق النقد في الصحافة العبرية الليبرالية، الذي يرى في تآكل القضاء كارثة لأنه يهدد «ديمقراطية يهودية»، بينما يتجاهل واقع الاحتلال والقوانين العنصرية وجرائم الإبادة التي تطبق على الفلسطينيين. النقد هنا يظل دفاعًا عن شكل النظام، لا مساءلة لجوهره.

العلاقة مع ترامب

ينتقل المقال إلى العلاقة مع الولايات المتحدة، ساخرًا من تغريدات الرئيس الأمريكي ترامب التي طالبت بإلغاء محاكمة نتنياهو. يراها الكاتب خدمة وقحة لرئيس الوزراء، لكنه يعترف بتحفظ أن ترامب قد يستخدمها كورقة دبلوماسية لخدمة مصالحه في الشرق الأوسط.

هذه الملاحظة تظهر التبعية المتبادلة بين الحكومتين، لكن المقال يتجنب نقد العلاقة الأعمق أو الاعتراف بغياب الندية الحقيقية. ينتقد الكاتب هذه المساعدة السياسية الفجة، لكنه يرفض النظر في مدى ارتهان السياسة الإسرائيلية للبيت الأبيض، مكتفيًا بالإشارة الساخرة دون تعرية العلاقة فعليًا.

فشل الحرب على غزة

يعتبر الكاتب أن أكثر الأكاذيب وقاحة هي زعم نتنياهو «النصر التام» في غزة، وهو فشل مستمر منذ شهور طويلة. يوضح أن الحكومة عاجزة عن هزيمة حماس، وأن الحرب طالت بلا جدوى تاركة عشرات الأسرى بيد الحركة.

يندد بأسلوب «الضربات المرحلية» القاسية التي لا تضمن عودة الأسرى جميعًا، داعيًا إلى صفقة شاملة بوساطة ترامب تنهي الحرب وتعيد الأسرى دفعة واحدة. لكن رغم قوة هذا النقد للخيارات العسكرية، يظل ملتزمًا بمنطق «المصلحة القومية» ضيق الأفق، لا يدين العدوان أو الحصار، ولا يذكر المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون الثمن الأكبر.

ينهي المقال دعوته بضرورة إنهاء الحرب الطويلة، مقارنًا مع تجارب التسوية مع إيران وحزب الله، متسائلًا لماذا لا يكون الأمر ممكنًا في غزة. يطرح خيار التفاوض كحل عملي، لكن فقط من زاوية استعادة الجنود وخفض التكلفة السياسية، لا من منطلق يرفض استمرار الحصار أو يقر بحق الفلسطينيين في الحرية.

التعليقات (0)