تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

يخشى بنيامين نتنياهو وقف الحرب على غزة لأن استمرار القتال بات أداة لبقائه السياسي. فوقف الحرب سيضعه في مواجهة لجنة تحقيق داخلية، وغضب شعبي متصاعد، خاصة بعد فشل الجيش الإسرائيلي في استعادة الرهائن، وإخفاقه في تحقيق أي من أهداف الحرب المُعلنة، وعلى رأسها "القضاء على حماس".

كما أن نتنياهو يواجه اتهامات داخلية بأنه يتلاعب بأمن إسرائيل لأجل مكاسب شخصية، وهو يعلم أن أي تسوية الآن قد تُنهي حياته السياسية وتفتح الباب أمام سقوط حكومته.

ما هي أسباب عودة نتنياهو للتصعيد في غزة؟

رغم الضغوط الأميركية والدولية، عاد نتنياهو إلى توسيع العدوان على غزة مؤخرًا، لأسباب تتعلق بـ إرضاء حلفائه اليمينيين المتشددين و امتصاص الاحتجاجات الشعبية ضده داخل إسرائيل و فرض أمر واقع على الأرض قبل أي حل سياسي محتمل

كما يسعى إلى إفشال أي مبادرة دولية لوقف إطلاق النار لا تضمن بقاءه في السلطة أو تحافظ على تحالفه مع اليمين الديني والقومي المتطرف.

لماذا تغيرت لهجة نتنياهو بشأن الحرب؟

بدأت نبرة نتنياهو تتغيّر من الخطاب الصارم إلى الحديث عن "حلول بديلة"، لأن الولايات المتحدة تضغط لإنهاء الحرب

والمؤسسة العسكرية لم تعد ترى أهدافًا واقعية في غزة و المقاومة لا تزال صامدة بعد أكثر من 20 شهرًا من القصف ونتنياهو يدرك أن العالم لن يتحمل مزيدًا من المجازر وبالتالي، يحاول تقديم نفسه كصانع تسوية لا كقائد مأزوم، خاصة قبيل زيارته المرتقبة إلى واشنطن.

لماذا تهاجم أوروبا نتنياهو الآن تحديدًا؟

تزايدت الانتقادات الأوروبية لنتنياهو في الآونة الأخيرة بسبب مجازر "مراكز الطحين" ومشاهد قتل المدنيين العُزّل الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي والإنساني و تعثر مسار "الوساطة" الأوروبية في التهدئة

كما أن محكمة العدل الدولية وصفت بقاء الاحتلال بأنه "غير قانوني"، ما يزيد من الضغط القانوني والدبلوماسي على الحكومات الأوروبية للتصرف، خاصة مع الاستياء الشعبي الكبير من دعم الغرب لإسرائيل.

وهل لدى ترامب حسابات أخرى؟

لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجندة مختلفة تمامًا. فهو يسعى لوقف مؤقت للحرب (60 يومًا) لإتمام صفقة إطلاق الرهائن  يخطط لـ صفقة تطبيع مع سوريا بقيادة الرئيس الجديد أحمد الشرع حيث يسعى إلى ترسيخ إنجاز دبلوماسي يُفيد حملته الانتخابية وبالتالي، يريد ترامب من نتنياهو الانخراط في حلول سياسية لا عسكرية، لتحقيق استقرار في المنطقة يُوظفه انتخابيًا، ما يجعله أكثر ضغطًا من إدارة بايدن سابقًا.