لماذا مثلت غزة مشكلة دائمة لإسرائيل؟

خاص/ مجازر الطحين في غزة.. لماذا تقتل إسرائيل المدنيين في طوابير المساعدات؟

profile
  • clock 1 يوليو 2025, 10:31:06 ص
  • eye 479
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مجازر الطحين في غزة

خاص موقع 180 تحقيقات

الغذاء يتحول إلى فخ قاتل: سياسة ممنهجة للتجويع والتصفية

في مشهد متكرر بات يُعرف بـ"مجازر الطحين"، تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على المساعدات الغذائية، وخاصة الدقيق. ووفق تقارير محلية ودولية، استشهد المئات منذ مايو/أيار الماضي في غارات إسرائيلية أو إطلاق نار مباشر قرب مراكز توزيع الأغذية، ما يُشير إلى استخدام ممنهج للمساعدات كأداة حرب.

وتُحذر منظمات إنسانية من أن الاحتلال حوّل نقاط الإغاثة إلى "مصائد موت"، في إطار سياسة متعمدة لترويع السكان، وتجويعهم، ومنع أي استقرار اجتماعي أو إنساني في القطاع المحاصر.

لماذا تغيرت لهجة نتنياهو بشأن الحرب على غزة؟

من الحسم إلى التراجع التكتيكي: ضغوط داخلية وخارجية

بعد أكثر من 20 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية، بدأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يلمّح إلى ضرورة تغيير أهداف الحرب، وفتح المجال أمام حلول سياسية. ويُعزى هذا التحول إلى عوامل عدة:

فشل الحسم العسكري في القضاء على حركة حماس

تصاعد الخسائر البشرية في صفوف الجيش

ضغوط أمريكية متزايدة لوقف إطلاق النار

تراجع شعبيته داخل إسرائيل، وخلافات داخل حكومته اليمينية المتشددة

نتنياهو، بحسب محللين، يحاول الآن الظهور كمبادر للحل لا كمنهار سياسيًا، مستغلًا زيارته المرتقبة إلى واشنطن لتغليف التراجع بغطاء من "التنسيق الاستراتيجي مع أمريكا".

هل لدى ترامب حسابات أخرى بشأن غزة وسوريا؟

اتفاقات أبراهام بنكهة جديدة: تطبيع مع سوريا مقابل إنهاء الحرب

في ظل السعي لوقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطرح رؤية إقليمية أوسع، تتضمن:

وقف الحرب على غزة لمدة 60 يومًا على الأقل لإطلاق سراح الرهائن

تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا بقيادة الرئيس الجديد أحمد الشرع

إعادة دمج سوريا إقليميًا مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل وسيادة واضحة على الجولان

هذه الحسابات ترتبط بطموحات انتخابية أمريكية وسعي ترامب إلى تقديم "إنجاز خارجي" يُضاف إلى إرثه الدبلوماسي في الشرق الأوسط، عبر "نسخة جديدة" من اتفاقات أبراهام.

غزة.. عقدة أمنية وسياسية مستعصية

تُمثل غزة بالنسبة لإسرائيل تحديًا متعدد الأبعاد:

ديموغرافيًا: كثافة سكانية هي الأعلى عالميًا، ورفض شعبي للاحتلال

عسكريًا: بنية مقاومة معقدة تستعصي على الإبادة

سياسيًا: إدارة منفصلة عن الضفة، ترفض التنسيق الأمني أو التفاوض مع الاحتلال

وقد فشلت إسرائيل، منذ انسحابها من غزة عام 2005، في فرض نموذج استسلامي أو احتلال ناعم، لتتحول غزة إلى "مشكلة مزمنة"، يتعذر حسمها عسكريًا أو احتواؤها سياسيًا، رغم كل أدوات الحصار والقمع والمجازر الجماعية.

التعليقات (0)