غازي حمد يكشف رواية مغايرة ويواجه ضغوط الإعلام الأمريكي

profile
  • clock 27 سبتمبر 2025, 2:05:11 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جانب من لقاء غازي حمد القيادي بحماس مع شبكة سي إن إن

متابعة: عمرو المصري

في مقابلة مثيرة للجدل مع شبكة CNN الأمريكية، وجد القيادي في حركة حماس، غازي حمد، نفسه في مواجهة مباشرة مع أحد أبرز أبواق الإعلام الغربي المكرّس لتبرير العدوان الإسرائيلي. فبينما حاول المذيع دفعه نحو الاعتذار أو تبرير مواقف الحركة في سياق يخدم السردية الأمريكية، رفض حمد الانجرار إلى الفخ الخطابي، مؤكّدًا أن ما جرى في السابع من أكتوبر لم يكن خارج سياق الصراع المستمر منذ أكثر من سبعة عقود من الاحتلال والاستيطان والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين.

الإعلام الأمريكي، ممثلا في CNN، حاول أن يفرض على حمد أسئلة مشبعة بالمصطلحات الإسرائيلية مثل "الإرهاب" و"الهجوم غير المبرر"، لكن القيادي الفلسطيني أعاد وضع الأمور في إطارها الصحيح، مذكّرًا بأن الاحتلال هو أصل كل مأساة، وأن المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع كفلته القوانين الدولية، قبل أن يتم تحريفها في واشنطن لتصبّ في خدمة آلة الحرب الإسرائيلية.

التذكير بجذور العدوان

شدد غازي حمد خلال المقابلة على أن ما وقع في السابع من أكتوبر لا يمكن عزله عن المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس. فبينما تُقتل عائلات بأكملها وتُقصف المستشفيات والمدارس، لا يجرؤ الإعلام الغربي على وصف هذه الجرائم بما هي عليه: إبادة جماعية متواصلة بدعم أمريكي كامل. ومن هنا، رفض حمد الإقرار بأي توصيف يبرئ إسرائيل أو يضعها في موقع الضحية، مشيرًا إلى أن الحديث عن الضحايا الإسرائيليين يتجاهل عمدًا آلاف الشهداء الفلسطينيين الذين يسقطون تحت القصف منذ أكتوبر 2023.

كما أوضح أن الولايات المتحدة ليست وسيطًا محايدًا كما تدّعي، بل شريك مباشر في الحرب، من خلال التمويل العسكري والسياسي لتل أبيب، وبتوفير الغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن لعرقلة أي وقف لإطلاق النار أو محاسبة إسرائيل على جرائمها.

الدفاع عن حق المقاومة

أكد حمد أن حماس لم تأتِ من فراغ، وإنما هي حركة ولدت من رحم الاحتلال المستمر، وأن المقاومة ستظل خيارًا مشروعًا ما دام الشعب الفلسطيني يتعرض للحصار والقتل والتهجير. وذكّر بأن القانون الدولي نفسه يعترف بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في مقاومة المعتدي، إلا أن أمريكا والدول الغربية اختارت قلب الحقائق ووصم الضحية بالإرهاب.

وفي وجه إصرار المذيع على دفعه للاعتذار أو التراجع، أجاب حمد بأن المقاومة ليست بحاجة لتبرير أمام من يغضون الطرف عن صور الأطفال المذبوحين في غزة، ولا أمام من يصفقون لإسرائيل وهي تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها.

فضح التواطؤ الغربي

المقابلة أظهرت بوضوح كيف يسعى الإعلام الأمريكي لتبييض صورة إسرائيل عبر تحويل الحوار إلى محاكمة للمقاومة الفلسطينية، بينما يتجنب أي مساءلة عن السلوك الإجرامي لجيش الاحتلال. إلا أن حمد استطاع أن يحوّل المنصة إلى مساحة لفضح التواطؤ الأمريكي والغربي، مؤكدًا أن التاريخ لن يغفر لأولئك الذين وقفوا في صف القتلة، وحاولوا تحميل الضحية مسؤولية ما يجري.

وختم حمد بالتشديد على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه، وأن المقاومة ستستمر رغم كل الضغوط، لأن البديل الوحيد هو الاستسلام للاحتلال ومجازره، وهو ما لن يقبله الفلسطينيون.

التعليقات (0)