تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

وجّه قائد حركة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، انتقادات لاذعة لآلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها "مهزلة صهيونية" تُستخدم كأداة لهندسة التجويع وفرض وقائع جديدة على الأرض، بهدف تفريغ القطاع من سكانه.

هندسة التجويع: اتهام مباشر للاحتلال

في تصريحات إعلامية بثتها وسائل إعلام تابعة للحركة، اتهم الحوثي الاحتلال الإسرائيلي بإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على التكدّس في مناطق ضيقة بانتظار كميات شحيحة من الطعام، بينما تُمنع آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء من الدخول وتُترك لتتعفن عمدًا.

وأشار إلى أن هذه الآلية تعكس نهجًا ممنهجًا للتجويع، في وقت يتصاعد فيه الضغط الإنساني على سكان غزة، وسط حصار خانق وظروف معيشية كارثية.

انتقاد المجتمع الدولي: "تواطؤ مفضوح"

وانتقد عبد الملك الحوثي ما وصفه بـ"صمت المجتمع الدولي"، مؤكدًا أن القبول الدولي بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات يُعد تواطؤًا مع الجريمة وتخليًا عن كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني.

ودعا المؤسسات الأممية إلى إعادة النظر في دورها، محذرًا من أن هذا التراخي العالمي يساهم في شرعنة جريمة التجويع الجماعي.

أطفال غزة يواجهون خطر الموت جوعًا

أكد الحوثي أن آلاف الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، وسط انهيار شبه كامل في القطاع الصحي وغياب أي مقومات للبقاء، متهمًا إسرائيل بتوظيف الحصار كأداة لـ"احتلال غزة بالكامل وتصفية سكانها".

ووصف ما يجري بأنه حرب إبادة جماعية متواصلة منذ أكثر من 600 يوم، تترافق مع عمليات قتل وتهجير قسري، ضمن مخطط طويل الأمد لإنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع.

استهداف مباشر للمدنيين والنازحين

ولم يكتفِ الحوثي بانتقاد الأوضاع الإنسانية فقط، بل لفت إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال والنازحين في ساعات الليل، مستشهدًا بجريمة قتل أطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة، والتي اعتبرها نموذجًا مأساويًا لما يتعرض له الفلسطينيون يوميًا.

هذه الجرائم، كما أكد، لا يمكن فصلها عن سياسة ممنهجة تسعى لتحطيم النسيج المجتمعي الفلسطيني وخلق حالة من الرعب والفوضى.

الضفة الغربية أيضًا في مرمى الاستيطان

وفي سياق متصل، اتهم الحوثي سلطات الاحتلال بمواصلة سياساتها التوسعية في الضفة الغربية، من خلال بناء مغتصبات جديدة وتنفيذ اعتداءات يومية تشمل القتل والاعتقال والنهب.

وأوضح أن المستوطنين يهاجمون منازل الفلسطينيين ويشعلون النار فيها ويحرقون المحاصيل الزراعية، في محاولات مكثفة لدفع السكان إلى النزوح القسري.

العدوان الإسرائيلي متواصل: اليوم الـ601 من الحرب

جدير بالذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يدخل يومه الـ601، حيث تواصل قوات الاحتلال ارتكاب مجازر وجرائم حرب موصوفة، بحق المدنيين والنازحين، في ظل صمت دولي مريب.

الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف تسببت في كارثة إنسانية كبرى، مع انهيار كافة البنى التحتية وانعدام الأمن الغذائي والصحي، ما يجعل كل يوم في غزة صراعًا من أجل البقاء.