هل يتحرك العالم؟

عاجل | حماس: الاحتلال يواصل قصف المرافق المدنية في غزة واستهداف المخابز وسط حصار وتجويع

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 2:46:08 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حماس

محمد خميس

أدانت حركة حماس في بيان عاجل اليوم السبت استمرار الاحتلال الإسرائيلي في هجماته على مدينة غزة، مؤكدة أن استهداف المرافق المدنية يعكس سياسة "الإبادة الممنهجة" التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني .

وجاء البيان عقب مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي النصر بمدينة غزة، حيث أدى قصف استهدف مخبزًا مكتظًا بالمواطنين إلى استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة العشرات، معظمهم من النساء و.الأطفال.

قصف مخبز بحي النصر

وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، فقد وقع القصف بينما كان عشرات المواطنين يصطفون لشراء الخبز في ظل النقص الحاد بالمواد الغذائية والخبز نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر. وأشارت إلى أن معظم الضحايا قضوا حرقًا أو نتيجة انهيار المبنى جراء شدة الانفجار.

وأكد شهود عيان أن المخبز كان يُعدّ من المرافق القليلة المتبقية التي تعمل لتلبية حاجة السكان، بعدما توقف معظم المخابز عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود والدقيق.

حماس: ما يجري إبادة ممنهجة

وقالت حركة حماس في بيانها إن ما يجري في غزة من مجازر ودمار وحصار وتجويع ليس أحداثًا عشوائية، بل يمثل حلقة متجددة من سياسة "الإبادة الممنهجة" التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وأضافت الحركة أن استهداف المخابز والمستشفيات والمدارس يهدف إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني ودفعه للاستسلام، وهو ما اعتبرته "وهمًا لن يتحقق مهما بلغت وحشية العدوان".

كارثة إنسانية متصاعدة

مع تواصل الحرب المستمرة منذ أشهر، تشهد غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث.

الغذاء: يعاني أكثر من 80% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن غزة باتت على حافة المجاعة الجماعية.

الصحة: المستشفيات تعمل بأقل من 30% من طاقتها، فيما تعجز عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين.

الكهرباء والماء: يواجه السكان انقطاعًا شبه كامل في الكهرباء، ونقصًا حادًا في مياه الشرب النظيفة.

وقال مسؤول في وكالة الأونروا إن "القصف المستمر للمرافق المدنية، ومن بينها المخابز، يحرم مئات الآلاف من الحصول على لقمة العيش، ويضع المدنيين في مواجهة الجوع والموت".

المجتمع الدولي في موقف حرج

أثار قصف المخبز في حي النصر موجة جديدة من الإدانات الدولية، حيث وصفت منظمات حقوقية ما جرى بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان.
وطالبت منظمة العفو الدولية بفتح تحقيق دولي عاجل في الحادثة، مشيرة إلى أن استهداف منشأة مدنية تُستخدم لإعداد الخبز للسكان هو "عمل عدواني يستهدف المدنيين مباشرة".

كما دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً أن "استمرار استهداف المدنيين والمرافق الأساسية سيؤدي إلى انهيار تام للحياة في غزة".

سياسة التجويع كسلاح حرب

يؤكد محللون أن استهداف المخابز ومنع وصول المساعدات الإنسانية يدخل ضمن ما يُعرف بـ"سياسة التجويع كسلاح حرب"، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
وقد سبق أن اتُهمت إسرائيل من قبل منظمات حقوقية باستخدام الحصار الغذائي والطبي للضغط على سكان غزة.

وقال الخبير في القانون الدولي الدكتور طارق شلبي: "ما يجري في غزة هو عقاب جماعي منظم، واستهداف المخابز والمستشفيات يؤكد أن هناك نية واضحة لإبادة جماعية أو على الأقل لتهجير السكان بالقوة."

ردود فعل فلسطينية

من جانبها، دعت الفصائل الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان، معتبرة أن الصمت العالمي شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأكدت الفصائل أن الشعب الفلسطيني "لن يستسلم لسياسة الحصار والتجويع"، وأن المقاومة ستواصل الدفاع عن غزة حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة.

غزة.. مدينة منكوبة

مع استمرار القصف، أعلنت بلدية غزة أن المدينة تحولت إلى "منطقة منكوبة بالكامل"، حيث دُمرت أكثر من 70% من المرافق الحيوية بما في ذلك الطرق والمباني العامة.
وأشارت إلى أن القصف الأخير الذي استهدف المخبز في حي النصر يأتي بعد أيام فقط من استهداف عدة مدارس كانت تؤوي نازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء.

هل يتحرك العالم؟

رغم الإدانات الواسعة، لا تزال الجهود الدولية لفرض وقف إطلاق النار متعثرة بسبب الخلافات في مجلس الأمن الدولي، حيث تعطل الولايات المتحدة أي قرارات تدين إسرائيل أو تفرض عليها التزامات.
ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هذا الموقف إلى انفجار أكبر كارثة إنسانية في غزة، خصوصًا مع تزايد حالات الوفاة بسبب الجوع ونقص الأدوية.

إن قصف المخبز في حي النصر بمدينة غزة، والذي أسفر عن استشهاد 12 شخصًا، يمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية للحياة اليومية.
وبينما تصف حماس ما يجري بأنه سياسة "إبادة ممنهجة"، تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية التحذير من أن قطاع غزة يواجه خطر الفناء البشري البطيء إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لوقف العدوان ورفع الحصار.

في ظل هذه الأوضاع، يظل السؤال مطروحًا: هل يتحرك العالم لوقف نزيف الدم والجوع في غزة، أم سيبقى الصمت سيد الموقف؟

التعليقات (0)