تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت هيئة الهلال الأحمر الفلسطيني صباح اليوم عن إصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لمخيم الجلزون الواقع شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية. 

وأكدت الهيئة أن الإصابات وقعت نتيجة إطلاق الرصاص المباشر على المدنيين أثناء الاقتحام العسكري، فيما تم تقديم الإسعافات الأولية للمصاب ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تفاصيل حادثة الاقتحام العسكري

شهد مخيم الجلزون صباح اليوم اقتحاماً مكثفاً من قبل قوات الاحتلال، حيث داهمت عدة أحياء سكنية ومداخل المخيم، مستخدمة أسلحة نارية ووسائل قمعية مختلفة. 

وأوضحت المصادر المحلية أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على شبان فلسطينيين خلال المواجهات، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح متفاوتة، فيما أصيب عدد آخر بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات أثناء الاقتحام.

وأشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم بشكل مفاجئ، وشرعت بعمليات مداهمة للمنازل وتفتيشها بشكل واسع، ما أثار حالة من الخوف والهلع بين سكان المخيم، خاصة الأطفال والنساء.

 وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي أطبق حصاراً جزئياً على المخيم خلال الاقتحام لمنع الوصول إلى المصابين أو تقديم المساعدات الطبية في الوقت المناسب.

استجابة الهلال الأحمر الفلسطيني

تحركت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني على الفور إلى مكان الحادث، وقدمت الإسعافات الأولية للمصاب، وتم نقله بعد ذلك إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج. 

وأكدت الهيئة أن كوادرها الطبية تعاملت مع المصاب بحرفية عالية، وسط الظروف الأمنية المعقدة، وأشارت إلى أن الإصابات في مثل هذه الحالات غالباً ما تكون بالغة الخطورة بسبب استخدام الرصاص الحي من قبل القوات الإسرائيلية.

كما شددت الهيئة على ضرورة توفير حماية للكوادر الطبية والطواقم الإسعافية أثناء تأدية واجبهم الإنساني في مناطق التوتر، محذرة من العواقب الخطيرة للتدخلات العسكرية في تقديم الخدمات الطبية العاجلة للمدنيين.

الخلفية السياسية والأمنية

يأتي اقتحام مخيم الجلزون في ظل تصاعد التوترات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث تشهد مناطق متعددة مواجهات شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين. ويعتبر مخيم الجلزون من المخيمات المكتظة بالسكان، ويتميز بموقعه الاستراتيجي شمال رام الله، ما يجعله هدفاً متكرراً لعمليات المداهمة الإسرائيلية.

وتؤكد مصادر فلسطينية أن مثل هذه الاقتحامات تأتي ضمن سياسة الترهيب والسيطرة على السكان الفلسطينيين، واستهداف الشباب والناشطين الذين يعبرون عن رفضهم لسياسات الاحتلال. وتؤدي هذه الحملات العسكرية إلى إصابة المدنيين وتدمير الممتلكات، وتعطيل الحياة اليومية داخل المخيمات الفلسطينية.

ردود الفعل المحلية والدولية

أدانت فصائل فلسطينية مختلفة الاقتحام الإسرائيلي في مخيم الجلزون، مؤكدة أن الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين وخرق القانون الدولي الإنساني يمثل جريمة تستوجب المحاسبة الدولية. وشددت هذه الفصائل على ضرورة توحيد الجهود لدعم الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين في مواجهة الانتهاكات المستمرة.

كما دعت منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التحقيق في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، ووقف السياسات التي تعرض حياة الفلسطينيين للخطر، وخاصة في المخيمات المكتظة بالسكان مثل الجلزون، والتي تعتبر مناطق مدنية بالكامل وفق المعايير الدولية.

تأثير الاقتحام على حياة سكان المخيم

تسببت الاقتحامات العسكرية المستمرة في إحداث حالة من الرعب والقلق بين سكان المخيم، وأدت إلى تعطيل الدراسة في المدارس، وإغلاق المحال التجارية، وعرقلة حركة السكان داخل المخيم. وأكد الأهالي أن الأطفال والنساء كانوا الأكثر تأثراً، حيث شهد المخيم موجة من الذعر عند سماع أصوات إطلاق النار والانفجارات الصغيرة الناتجة عن الرصاص والغاز.

وأدى الحصار الجزئي للمخيم خلال الاقتحام إلى صعوبة وصول المدنيين إلى المرافق الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية، وهو ما يعكس التأثير السلبي الكبير للسياسات العسكرية الإسرائيلية على الحياة اليومية للسكان.

دعوات للتصعيد القانوني والسياسي

أعلنت عدة مؤسسات حقوقية فلسطينية أنها ستتابع حادثة الاقتحام وإصابة الشاب الفلسطيني في المخيم، داعية إلى رفع القضايا على المستوى الدولي ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لضمان حماية المدنيين. كما شددت هذه المؤسسات على أن استمرار هذه السياسات سيزيد من حجم التوترات والعنف في الضفة الغربية، ويهدد فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.