ردود الفعل المحلية والدولية

سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى تقصف مقر قيادة الاحتلال داخل مدرسة الفرقان بغزة

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 12:55:03 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
سرايا القدس

محمد خميس

 أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى - لواء العامودي، عن قصف مقر قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي داخل مدرسة الفرقان، الواقعة جنوب شرق حي الزيتون في مدينة غزة، صباح اليوم.

 وأكدت التصريحات الرسمية أن القصف تم باستخدام قذائف الهاون، مستهدفة مواقع عسكرية حساسة تابعة لقوات الاحتلال داخل المدينة.

تفاصيل العملية العسكرية

وفقًا للبيان الصادر عن سرايا القدس، فإن العملية جاءت ضمن الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واستهداف المدنيين والبنية التحتية. 

وأشار البيان إلى أن العملية استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية داخل مدرسة الفرقان، والتي كانت تستخدم كمقر قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس تصاعد التوترات العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

وتعتبر هذه العملية جزءًا من سلسلة من الردود الميدانية النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد أهداف الاحتلال، والتي تهدف إلى حماية المدنيين وردع التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

سياق الأحداث في قطاع غزة

منذ انطلاق المعركة الأخيرة، تشهد مدينة غزة وعموم القطاع تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي ينفذ غارات جوية وبرية تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. وأسفر هذا التصعيد عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.

وتستمر فصائل المقاومة، من بينها سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، في تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد مواقع الاحتلال العسكرية، ردًا على الحصار المستمر والاعتداءات اليومية التي تمارسها القوات الإسرائيلية بحق سكان القطاع. ويؤكد محللون عسكريون أن استهداف مقرات قيادة الاحتلال داخل المنشآت المدنية، مثل مدرسة الفرقان، يأتي ضمن استراتيجية الرد النوعي والمحدود للحد من قدرات الاحتلال العسكرية دون استهداف أوسع للبنية التحتية المدنية.

أثر العملية على الأرض

أدى قصف مدرسة الفرقان إلى تدمير بعض المقرات العسكرية التي كانت تستخدمها قوات الاحتلال، بحسب بيانات فصائل المقاومة. ولم ترد حتى الآن تقارير رسمية عن وقوع إصابات بشرية من الجانب الإسرائيلي، في حين شهد حي الزيتون حالة من الهلع والارتباك بين السكان المدنيين نتيجة الانفجارات وسماع أصوات القذائف.

وتعكس هذه العمليات العسكرية استمرار حلقة التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتبادل الجانبان الضربات العسكرية في إطار صراع مستمر على الأرض منذ سنوات طويلة، ويشهد تزايدًا منذ أحداث أكتوبر 2023.

ردود الفعل المحلية والدولية

تلقى هذا القصف تأييدًا واسعًا من قبل بعض الأطراف الفلسطينية، التي اعتبرته ردًا مشروعًا على العدوان الإسرائيلي المستمر، فيما دعت منظمات حقوق الإنسان إلى حماية المدنيين وعدم استخدام المدارس والمرافق التعليمية كمواقع عسكرية، حفاظًا على حقوق الأطفال وسلامة المنشآت التعليمية.

من جانبها، أدانت جهات دولية متفرقة استمرار استهداف المدنيين في غزة، وحثت على وقف التصعيد العسكري والعودة إلى مفاوضات تهدئة تحت رعاية الأمم المتحدة، لضمان عدم توسع دائرة العنف ووقوع مزيد من الضحايا.

التحديات الإنسانية في قطاع غزة

يأتي هذا الحدث في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها سكان غزة، الذين يعانون من حصار اقتصادي ومعيشي مستمر منذ سنوات. وتشير التقارير إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة، بالتزامن مع الحصار، أدت إلى تفاقم نقص الغذاء والمياه والكهرباء والخدمات الطبية الأساسية، مما يزيد من معاناة المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

كما خلفت العمليات العسكرية الأخيرة دمارًا واسعًا في المباني والمنازل والبنية التحتية، ما يزيد من حجم النزوح الداخلي ويؤدي إلى أزمة سكن حادة في القطاع. وتعتبر المدارس والمستشفيات من أكثر المنشآت تضررًا جراء استمرار القصف، وهو ما يجعل حماية المدنيين أولوية عاجلة للمجتمع الدولي.

سياق تصعيد المقاومة الفلسطينية

تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن بينها سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، أن العمليات العسكرية ضد الاحتلال تأتي في إطار الرد المشروع على الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين. وقد صرحت الفصائل بأنها ملتزمة بعدم استهداف المدنيين مباشرة، مع التركيز على مواقع الاحتلال العسكرية، لضمان تحقيق أهداف الردع الاستراتيجية وتقليل الخسائر البشرية بين السكان المدنيين.

كما تشير تحليلات ميدانية إلى أن استهداف مقرات قيادة وسيطرة الاحتلال داخل المنشآت المدنية مثل مدرسة الفرقان، يعتبر جزءًا من استراتيجية الردع والتصعيد العسكري المدروس، الذي يسعى لإرسال رسالة واضحة إلى الاحتلال بضرورة وقف العدوان والتراجع عن العمليات العسكرية ضد المدنيين.

التعليقات (0)