-
℃ 11 تركيا
-
4 سبتمبر 2025
عاجل | غارة إسرائيلية تستهدف بناية سكنية قرب مفترق التايلندي غربي غزة
صمود غزة رغم الجراح
عاجل | غارة إسرائيلية تستهدف بناية سكنية قرب مفترق التايلندي غربي غزة
-
30 أغسطس 2025, 2:54:42 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم السبت غارة جوية عنيفة استهدفت بناية سكنية قرب مفترق التايلندي غرب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنت مصادر طبية في القطاع. وتُعد المنطقة من أكثر المناطق السكنية كثافة، حيث تأوي آلاف النازحين الذين فروا من مناطق أخرى جراء القصف المتواصل منذ أشهر.
تفاصيل الغارة الإسرائيلية
أفادت وزارة الداخلية في غزة أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت بصواريخ موجهة بناية سكنية مكونة من عدة طوابق قرب مفترق التايلندي، وهو أحد الشوارع الحيوية في غرب مدينة غزة.
ووفقًا لشهود عيان، دوى انفجار ضخم هز المنطقة بأكملها، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المبنى المستهدف وانهيار طوابقه فوق ساكنيه.
وأكدت الطواقم الطبية والدفاع المدني أنها هرعت إلى مكان القصف، حيث جرى انتشال عدد من الجثث والمصابين من تحت الركام، في وقت ما تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية وسط انقطاع الكهرباء وصعوبة وصول المعدات الثقيلة إلى الموقع بسبب تدمير الطرق المحيطة.
حصيلة أولية للضحايا
بحسب بيان وزارة الصحة في غزة، فإن القصف أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 15 مدنيًا، فيما أصيب أكثر من 30 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم حالات خطيرة.
وأشار البيان إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نظرًا لوجود عائلات كاملة تحت أنقاض البناية، في وقت تعجز المستشفيات عن استقبال جميع الحالات نتيجة النقص الحاد في الأدوية وأجهزة الطوارئ.
استهداف المدنيين والمناطق المأهولة
اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن استهداف بناية سكنية في منطقة مكتظة قرب مفترق التايلندي "دليل جديد على أن الاحتلال يمارس سياسة الأرض المحروقة ضد الشعب الفلسطيني".
وقالت حركة حماس في بيان عاجل إن هذا القصف يضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي تستهدف المدنيين الأبرياء والمرافق المدنية، مؤكدة أن "المجازر لن تكسر إرادة المقاومة ولن تفرض على غزة الاستسلام".
أزمات إنسانية متفاقمة
مع استمرار الحرب، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات كارثية.
النزوح: مئات العائلات نزحت من أحياء شرق وشمال غزة لتلجأ إلى غرب المدينة، حيث وقع القصف الأخير قرب مفترق التايلندي.
الغذاء: شح كبير في المواد الأساسية كالخبز والمياه، خصوصًا بعد استهداف مخابز وبنى تحتية أساسية.
الصحة: المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها، وتعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات المحدودة التي تصل عبر معابر مغلقة باستمرار.
ردود فعل فلسطينية
أدانت السلطة الفلسطينية الغارة الإسرائيلية، مؤكدة أن استهداف المدنيين في غزة يمثل "جريمة حرب" تستوجب محاسبة دولية.
كما أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانًا دعت فيه المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان، محذّرة من أن استمرار القصف سيقود إلى "كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها".
المجتمع الدولي والازدواجية
أثارت الغارة الأخيرة على مفترق التايلندي تساؤلات حول الموقف الدولي، إذ عبّرت منظمات حقوقية عن قلقها من استمرار استهداف الأبرياء.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن ما يجري في غزة "يؤكد تعمّد إسرائيل استهداف المناطق السكنية"، داعيةً إلى فرض عقوبات دولية وفتح تحقيق مستقل.
لكن في المقابل، لا تزال بعض القوى الغربية تكتفي بالدعوة إلى "ضبط النفس" دون اتخاذ إجراءات عملية لوقف القصف، ما يثير غضب الشارع الفلسطيني والعربي.
مفترق التايلندي.. من منطقة آمنة إلى ساحة دمار
اللافت أن منطقة مفترق التايلندي في غرب غزة كانت تُعتبر نسبيًا أكثر أمانًا مقارنةً بمناطق أخرى استهدفتها الغارات سابقًا، الأمر الذي دفع آلاف النازحين للتوجه إليها بحثًا عن مأوى. لكن الغارة الأخيرة جعلت السكان يؤكدون أنه "لم يعد هناك مكان آمن في غزة".
أحد الناجين من القصف قال: "كنا نظن أن المنطقة قريبة من المؤسسات المدنية ولن يتم استهدافها، لكن الاحتلال قصف المبنى دون تحذير مسبق، فقتل أطفالنا وهدم بيوتنا."
القانون الدولي الإنساني وانتهاكه
يؤكد خبراء القانون الدولي أن استهداف البنايات السكنية المأهولة يخالف بشكل صارخ اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين أو استخدام القوة العسكرية ضد منشآت لا علاقة لها بالأهداف العسكرية.
وقال الخبير القانوني الدكتور سامر الزعبي: "الغارة على مفترق التايلندي تمثل انتهاكًا مباشرًا للقانون الدولي، إذ لم يتم تقديم أي دليل على وجود هدف عسكري داخل المبنى، ما يجعلها جريمة حرب تستوجب المساءلة."
صمود غزة رغم الجراح
على الرغم من الدمار والخسائر البشرية، يؤكد سكان غزة أن هذه الجرائم لن تدفعهم إلى الاستسلام.
إذ تعالت أصوات من تحت الركام تردد شعارات الصمود والتحدي، فيما واصل الدفاع المدني وفرق الإنقاذ عملهم لساعات طويلة بحثًا عن ناجين.
الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بناية سكنية قرب مفترق التايلندي غربي مدينة غزة ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل العدوان المستمر، حيث يُدفع المدنيون وحدهم ثمن الحرب المفتوحة. وبينما تؤكد التقارير أن عشرات الشهداء والجرحى سقطوا في القصف، يزداد الضغط على المجتمع الدولي للتحرك العاجل ووقف ما وصفته منظمات حقوقية بـ"الإبادة البطيئة" ضد الفلسطينيين في غزة.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيتحرك العالم لإنقاذ غزة وسكانها، أم أن بيانات الإدانة ستظل بلا أثر بينما يواصل الاحتلال عملياته العسكرية بلا رادع؟










