القانون الدولي والجرائم المستمرة

عاجل | الجبهة الشعبية: الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة باستهداف مخبز مكتظ بالمواطنين في غزة

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 3:03:29 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الجبهة الشعبية

محمد خميس

أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانًا شديد اللهجة، اليوم السبت، عقب المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني إثر قصفه مخبزًا مكتظًا بالمدنيين في مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. وأكدت الجبهة أن هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج التي ينفذها العدو ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان على القطاع.

مجزرة جديدة في غزة

بحسب البيان، فإن القصف استهدف مخبزًا رئيسيًا كان يعج بالمواطنين الذين اصطفوا للحصول على الخبز في ظل النقص الحاد بالمواد الغذائية. وأسفر الهجوم عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وسط مشاهد مأساوية لجثث متفحمة وأشلاء متناثرة، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تحت الركام.

وأكدت الجبهة أن هذه المجزرة ليست حادثًا عرضيًا، بل هي جريمة متعمدة وقرار سياسي صهيوني إجرامي يستهدف المدنيين بشكل مباشر، في وقت يعيش فيه سكان غزة تحت حصار خانق يفاقم من معاناتهم الإنسانية.

الإبادة الجماعية والتطهير العرقي

ووصفت الجبهة الشعبية استهداف المخبز بأنه حلقة في مسلسل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذه السياسات الإجرامية تنفذ على مدار الساعة عبر القصف العشوائي، التدمير الممنهج للبنية التحتية، والحصار المستمر الذي يمنع إدخال الغذاء والدواء.

وأضاف البيان أن الاحتلال يحاول عبر هذه المجازر دفع الفلسطينيين إلى النزوح القسري أو الاستسلام، وهو ما يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية.

الصمت الدولي تواطؤ

وانتقدت الجبهة الشعبية الموقف الدولي من هذه الجرائم، مؤكدة أن الصمت الدولي أو الاكتفاء ببيانات الإدانة هو مشاركة فعلية في الجريمة وتواطؤ مع القاتل.
وأوضحت أن الضغوط الدبلوماسية أو التلويح بالعقوبات لم يعد مجديًا، بعد أن أثبت فشله في وقف جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

كما أشارت إلى أن وجود انقسام في مواقف الدول الغربية بشأن فرض عقوبات على الاحتلال يعدّ "عارًا كبيرًا ومشاركة مباشرة في الجريمة"، مؤكدة أن ازدواجية المعايير الدولية تُشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه دون رادع.

دعوة إلى انتفاضة عالمية

وفي ختام البيان، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحرار العالم إلى إطلاق انتفاضة عالمية كبرى وتنظيم أوسع حراك جماهيري في كل الميادين والعواصم، بهدف الضغط على الحكومات لاتخاذ خطوات عملية لوقف ما وصفته بـ"المحرقة الجارية في غزة".

وأكدت أن الشعوب قادرة على إحداث التغيير عبر المظاهرات والاحتجاجات والضغط الشعبي، مشيرة إلى أن التاريخ أثبت أن إرادة الجماهير أقوى من كل محاولات التواطؤ السياسي.

مشاهد إنسانية مأساوية

شهود العيان وصفوا القصف الذي استهدف المخبز في غزة بالمجزرة غير المسبوقة، إذ كان المكان مكتظًا بعشرات الأسر التي اصطفّت للحصول على الخبز.
إحدى الناجيات قالت وهي تبكي: "جئت فقط لأشتري الخبز لأطفالي، وفجأة سقط الصاروخ وتحولت الأجساد إلى أشلاء أمام عيني."

المستشفيات في مدينة غزة، التي تعمل بأدنى إمكانياتها بسبب الحصار ونقص الوقود، استقبلت عشرات الجرحى بحالات حرجة، بينما ناشدت وزارة الصحة المجتمع الدولي توفير إمدادات عاجلة من الأدوية والدم.

ردود فعل فلسطينية

من جانبها، أدانت القوى والفصائل الفلسطينية كافة استهداف المخبز، واعتبرت أنه "دليل على أن الاحتلال يخوض حرب إبادة ممنهجة ضد المدنيين".
وقالت حركة حماس إن هذه الجريمة لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولن تدفعه إلى الاستسلام، فيما أكد الجهاد الإسلامي أن استهداف الأفران والمرافق الحيوية "يؤكد أن الاحتلال يشن حربًا شاملة تستهدف كل مقومات الحياة في غزة".

القانون الدولي والجرائم المستمرة

قانونيون وخبراء حقوق إنسان اعتبروا أن استهداف المخابز والمرافق المدنية الأساسية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين أو تدمير مصادر معيشتهم.
وقال الدكتور محمود الكرمي، الخبير في القانون الدولي: "ما جرى في غزة اليوم هو جريمة حرب موصوفة، تستوجب تحرك المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن لمحاسبة مرتكبيها."

غزة بين الحصار والمجازر

تأتي هذه المجزرة الجديدة في ظل حصار خانق مفروض على غزة منذ سنوات، والذي اشتد منذ اندلاع الحرب الأخيرة. ويعاني سكان القطاع من شح كبير في الغذاء والماء والدواء، ما جعل الأفران والمخابز أهدافًا حيوية للمواطنين الباحثين عن رغيف الخبز.
لكن الاحتلال، باستهدافه لهذه المرافق، يسعى وفق مراقبين إلى تجويع السكان ودفعهم إلى الاستسلام عبر سياسة ممنهجة تدمج بين القتل المباشر والحصار الاقتصادي.

التعليقات (0)