مأساة إنسانية متفاقمة

عاجل | استشهاد 12 فلسطينياً بينهم 6 أطفال في غارة إسرائيلية على خيمة ومخبز شعبي غربي غزة

profile
  • clock 30 أغسطس 2025, 3:11:39 م
  • eye 428
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أكد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة مساء اليوم السبت، أن 12 فلسطينياً استشهدوا بينهم 6 أطفال، وأُصيب عشرات آخرون، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة للمدنيين ومخبزًا شعبيًا غربي المدينة. وتُعد هذه المجزرة واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال الساعات الأخيرة، وتسلط الضوء مجددًا على حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة تحت الحصار والقصف المستمر.

تفاصيل الغارة المروعة

بحسب شهود عيان، فقد كانت الخيمة التي جرى استهدافها تأوي عائلات نازحة فقدت منازلها نتيجة القصف السابق، فيما كان المخبز الشعبي يقدم الخبز لمئات المواطنين في ظل الأزمة الغذائية الخانقة التي يعيشها القطاع.
وأفاد المصدر الطبي أن معظم الشهداء من الأطفال والنساء، إذ تفحمت بعض الجثث بسبب قوة الانفجار، بينما نُقلت الإصابات الحرجة إلى مستشفى الشفاء، حيث يواجه الأطباء صعوبات هائلة نتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية.

مشاهد مأساوية

المكان تحوّل إلى ساحة كارثية، حيث اختلطت رائحة الخبز برائحة الدم والدخان. الأهالي الذين هرعوا إلى الموقع وصفوا المشهد بأنه "مجزرة جماعية"، إذ تناثرت أشلاء الضحايا في المكان وسط صرخات الأمهات والآباء.

قال أحد الناجين: "كنت أقف في طابور المخبز لشراء الخبز، وفجأة سقط الصاروخ فوجدت نفسي وسط جثث وأشلاء. رأيت أطفالًا يصرخون تحت الركام، ولم أستطع إنقاذ سوى شخص واحد."

استهداف متكرر للمخابز والمرافق المدنية

هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المخابز والمرافق المدنية في غزة. فمنذ بداية الحرب، تم قصف عدة أفران ومستودعات غذائية، ما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع والحرمان لدى السكان.
ويرى مراقبون أن استهداف المخابز يأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تجويع المدنيين وكسر صمودهم، إلى جانب التدمير الشامل للبنية التحتية الأساسية.

وزارة الصحة تحذر من كارثة إنسانية

وزارة الصحة في غزة حذرت من أن استمرار قصف المرافق الحيوية سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في ظل الحصار المفروض على إدخال المساعدات. وأكدت الوزارة أن المستشفيات أصبحت غير قادرة على استيعاب أعداد الجرحى، في حين تواجه مخزونًا شبه فارغ من الوقود والأدوية.

وأوضحت أن عدد الشهداء منذ بداية العدوان ارتفع إلى عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، مشددة على أن ما يحدث في غزة هو "إبادة جماعية واضحة المعالم".

ردود فعل فلسطينية

الفصائل الفلسطينية أدانت بشدة الغارة التي استهدفت الخيمة والمخبز، ووصفتها بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وقالت حركة حماس إن الاحتلال "يتعمد قتل المدنيين العزل وتجويعهم عبر استهداف المخابز ومصادر الغذاء"، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تُضعف من عزيمة الشعب الفلسطيني.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد اعتبرت أن "الصمت الدولي على هذه الجرائم يشجع الاحتلال على المضي في مخططاته الدموية، ويجعل المجتمع الدولي شريكًا في الجريمة".

انتقادات للمجتمع الدولي

حقوقيون وخبراء أشاروا إلى أن استهداف المدنيين والمخابز يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحظر قصف المنشآت المدنية أو استخدام التجويع كسلاح حرب.
وأكدوا أن الاكتفاء ببيانات الإدانة لا يوقف المجازر، داعين إلى اتخاذ إجراءات عملية مثل فرض العقوبات، ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وفتح تحقيقات دولية عاجلة.

مأساة الأطفال في غزة

الغارة الأخيرة، التي أودت بحياة 6 أطفال دفعة واحدة، أعادت تسليط الضوء على الثمن الفادح الذي يدفعه أطفال غزة يوميًا.
فوفق تقارير الأمم المتحدة، فإن نسبة الأطفال بين ضحايا العدوان هي الأعلى في النزاعات المسلحة الحديثة، وهو ما دفع منظمات حقوقية إلى وصف ما يحدث في غزة بأنه "محرقة للأطفال".

أم فلسطينية فقدت اثنين من أطفالها في الغارة قالت باكية: "كنا فقط نبحث عن الخبز... حتى هذا الحق البسيط في الحياة سلبوه منا."

مأساة إنسانية متفاقمة

إلى جانب القصف المستمر، يعيش سكان غزة أزمة إنسانية مركبة تشمل:

نقص حاد في المواد الغذائية.

انقطاع شبه كامل للكهرباء والوقود.

شلل في القطاع الصحي.

نزوح مئات الآلاف من منازلهم.

وتؤكد مؤسسات الإغاثة أن استهداف المخابز سيضاعف معاناة السكان، خاصة مع توقف عمل عدد كبير منها بسبب فقدان الطحين والوقود.

التعليقات (0)