تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تمسكها بالحلول السلمية التي تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار في قطاع غزة، مع انسحاب شامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وفتح ممرات غير مشروطة لدخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى إجراء تبادل أسرى حقيقي من خلال مفاوضات جادة عبر الوسطاء.

وجاءت تصريحات الحركة في بيان صحفي مساء اليوم السبت، حيث جددت حماس التزامها بالموافقة التي أُعلنت سابقًا مع الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار بتاريخ 18 أغسطس/آب الماضي.

خلفية الاتفاق الجزئي لوقف إطلاق النار

في 18 أغسطس/آب 2023، وافقت حركة حماس على مقترح الوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار، شملت تبادل الأسرى وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

 وأشار البيان إلى أن بنود المقترح كانت مطابقة لمقترح سابق قدمه الوسيط ويتكوف، والذي كانت تل أبيب قد وافقت عليه.

ورغم الموافقة الفلسطينية، لم تتجاوب إسرائيل مع الوسطاء، مما أدى إلى تعطيل الصفقة وغياب أي تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار بشكل دائم.

 وأكدت حماس أن استمرار الاحتلال في تجاهل الوساطات يعكس رفض تل أبيب للسلام أو الالتزام بالقوانين الدولية.

الجرائم الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي وأوروبي، ما وصفته الحركة بـ الإبادة الجماعية في قطاع غزة. 

وتشمل هذه الجرائم القتل المتعمد، التجويع، التدمير الشامل، التهجير القسري، والاعتقالات الجماعية.

وأوضح التقرير أن الإبادة أسفرت عن سقوط نحو 227 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. 

كما أدت هذه السياسات إلى مئات آلاف النازحين ومعاناة كبيرة بسبب المجاعة والأوضاع الإنسانية المتدهورة، ودمار شبه كامل للبنية التحتية في غزة، ما جعل العديد من المدن والمناطق تكاد تختفي من على الخريطة.

موقف حماس من المساعدات الإنسانية

أكدت حماس أن فتح الممرات الإنسانية غير المشروطة يدخل ضمن شروطها الأساسية لأي اتفاقية مستقبلية لوقف إطلاق النار. 

وترى الحركة أن المساعدات العاجلة ضرورية لإنقاذ حياة آلاف المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء، الذين يعانون من الأزمة الإنسانية الطاحنة بسبب الحصار والحرب المستمرة.

وشددت على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يضمن إيصال المساعدات بدون قيود، ومراقبة تنفيذها من قبل الجهات الدولية المختصة، لضمان وصولها إلى كل المناطق المحاصرة دون تمييز.

تبادل الأسرى: خطوة أساسية للسلام

أشارت حماس إلى أن تبادل الأسرى الفلسطينيين يُعد جزءاً أساسياً من أي تسوية سلمية، مؤكدة على ضرورة أن يكون التبادل حقيقياً وغير مشروط، ويعكس العدالة والمساواة بين جميع الأسرى.

وتؤكد الحركة على أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من أوضاع قاسية للغاية، تشمل التعذيب، الحرمان من الخدمات الأساسية، والاعتقال التعسفي، ما يجعل تبادلهم خطوة ضرورية لتخفيف المعاناة وفتح الطريق نحو تهدئة دائمة.

دعوة للوسطاء الدوليين

جددت حركة حماس دعوتها للوسطاء الدوليين للعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان انسحاب قوات الاحتلال من المناطق الفلسطينية. 

وأكدت أن أي مقترحات جديدة يجب أن تراعي حقوق الشعب الفلسطيني وتلبي احتياجاته الإنسانية، مع الالتزام بالقوانين الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.

كما دعت الحركة إلى مراقبة تنفيذ أي اتفاقيات مستقبلية بشكل صارم، لضمان عدم التراجع عن التزامات الاحتلال، وحماية المدنيين الفلسطينيين من أي اعتداءات مستقبلية.

التحديات المستمرة أمام غزة

رغم المبادرات الفلسطينية والوساطات الدولية، تواجه غزة تحديات هائلة، منها تدهور البنية التحتية، نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب، ونقص الخدمات الصحية. وتؤكد حماس أن الحرب المستمرة والحصار المشدد يزيدان من معاناة المدنيين، ويجعل أي اتفاق لوقف إطلاق النار أمراً عاجلاً وضرورياً لإنقاذ حياة آلاف السكان.

كما شددت على أن الإصرار الإسرائيلي على تجاهل الاتفاقات السابقة يعكس عدم جدية تل أبيب في تحقيق السلام، ويزيد من المخاطر على الشعب الفلسطيني.

حماس تؤكد التزامها بالسلام المشروط

في ختام بيانها، أكدت حركة حماس أنها منفتحة على أي مقترحات أو أفكار تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، انسحاباً كاملاً للاحتلال، وصولاً غير مشروط للمساعدات، وتبادل أسرى حقيقي. وشددت على أن هذه الشروط تمثل الخطوة الأساسية نحو استقرار الوضع الإنساني في غزة وإنهاء المعاناة المستمرة.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والوسطاء إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وتحقيق سلام عادل وشامل يضمن حياة كريمة للشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة وخارجه.