تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أغلقت شركة "إلبيت سيستمز" – الذراع البريطانية لأكبر شركة أسلحة إسرائيلية – منشأتها في المنطقة التجارية بمدينة بريستول بشكل مفاجئ، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة، خاصة بعد أن كانت المنشأة هدفًا متكررًا لاحتجاجات منظمة "فلسطين أكشن" المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن المنشأة التي استأجرتها الشركة منذ عام 2019 بعقد يمتد حتى 2029، شهدت عشرات التحركات الاحتجاجية، شملت حصارًا بالأقفال، واحتلال السطح، وتحطيم النوافذ، ورش واجهتها بالطلاء الأحمر، قبل أن تُحظر المنظمة مؤخرًا بموجب قانون الإرهاب البريطاني.

خسائر تشغيلية وانسحابات متتالية من السوق البريطانية

تشير بيانات الشركة إلى خسارة تشغيلية بلغت 4.7 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، مقارنة بأرباح تجاوزت 3.8 مليون جنيه في عام 2023. ويُرجع مراقبون هذه الخسائر إلى تكاليف الأمن المرتفعة الناتجة عن الاحتجاجات المتكررة، فضلًا عن تراجع الثقة العامة في الشركات المرتبطة بالعدوان على غزة.

وقد سبق لـ"إلبيت" أن انسحبت من عدة مواقع بريطانية، وباعت شركات تابعة لها، في إطار تقليص وجودها داخل المملكة المتحدة، وسط تصاعد الضغوط السياسية والشعبية لوقف التعاون معها.

"العمود الفقري" للعدوان على غزة

تُعد "إلبيت سيستمز" المورد الأساسي للطائرات المسيّرة التابعة للجيش الإسرائيلي، إلى جانب أنظمة عسكرية تشمل المروحيات والقوارب المسلحة والمركبات البرية. وتصف الشركة نفسها بأنها "العمود الفقري" لأسطول الطائرات المسيّرة الإسرائيلي، الذي استُخدم على نطاق واسع في العدوان الأخير على قطاع غزة، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ونشطاء حول العالم.

فلسطين أكشن تتحدى الحظر.. والمعركة القضائية تقترب

في موازاة ذلك، تستعد منظمة "فلسطين أكشن" لخوض مراجعة قضائية ضد قرار حظرها في نوفمبر المقبل، بينما يسعى وزير الداخلية البريطاني لإلغاء وجودها القانوني عبر محكمة الاستئناف في 25 سبتمبر الجاري. وتؤكد المنظمة أن نشاطها يندرج ضمن مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، وأنها ستواصل الضغط لوقف التعاون العسكري البريطاني مع الكيان الصهيوني.

دعوات لوقف التعاون مع شركات مرتبطة بالاحتلال

يأتي هذا التطور بينما كشفت تقارير إعلامية أن "إلبيت سيستمز" كانت جزءًا من تحالف على وشك الفوز بعقد دفاعي بريطاني بقيمة ملياري جنيه إسترليني، في وقت يواجه فيه وزير الدفاع البريطاني ضغوطًا متزايدة من سياسيين ونشطاء لوقف التعاون مع الشركة، بسبب تورطها المباشر في دعم آلة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.