أرقام مأساوية وخطر محتمل

وزارة الصحة بغزة: منذ إعلان المجاعة لم يتحرك أي طرف

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 1:40:29 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وزارة الصحة بغزة

محمد خميس

 أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة اليوم، أن إعلان المجاعة في القطاع لم يحرك أي طرف دولي أو إقليمي حتى الآن، رغم تزايد حجم المعاناة الإنسانية بين السكان، وما يواجهه القطاع من أزمة غذائية وصحية حادة.

وقال المسؤول الصحي إن الوضع أصبح خطيرًا للغاية، وأن آلاف الفلسطينيين، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، معرضون للموت نتيجة نقص الغذاء، والمياه الصالحة للشرب، والدواء، فيما تتفاقم أزمة الأمراض نتيجة سوء التغذية والظروف المعيشية الصعبة.

تفاصيل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

يشهد قطاع غزة أزمة غذائية حادة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أدت إلى دمار واسع للبنية التحتية، وتهجير مئات الآلاف من السكان، فيما أصبح وصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية محدودًا للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأوضح المدير العام أن مؤسسات الإغاثة الدولية لم تتحرك بالشكل الكافي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، حيث تظل معظم مناطق القطاع محرومة من التموين الغذائي والأدوية الأساسية، بما يفاقم خطر المجاعة بين الفئات الأكثر ضعفًا.

أرقام مأساوية وخطر محتمل

تشير تقارير وزارة الصحة إلى أن أكثر من 50% من سكان غزة بحاجة عاجلة إلى الغذاء والماء، بينما يعاني آلاف الأطفال من نقص التغذية الحاد، ما يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات والأمراض المرتبطة بسوء التغذية، مثل فقر الدم، والتقزم، والأمراض المزمنة.

كما أشار المسؤول الصحي إلى أن مستشفيات غزة تعمل تحت ضغط هائل، مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، وهو ما يعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى، ويزيد من معاناة المصابين والجرحى نتيجة التصعيد العسكري المستمر.

تقاعس المجتمع الدولي

انتقد المدير العام لوزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي على تقاعسه عن التحرك الفوري لمواجهة الأزمة الإنسانية. وأكد أن الإعلانات المتكررة عن المساعدات لم تتحول إلى خطوات فعلية على الأرض، حيث تعجز المنظمات الإنسانية عن إيصال المواد الغذائية والطبية بسبب الحصار وقيود الاحتلال على دخول المساعدات.

ويعتبر هذا التقاعس استمرارًا لسلسلة طويلة من الإخفاقات الدولية في حماية المدنيين الفلسطينيين، خصوصًا في ظل استمرار الحروب والاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، والتي أدت إلى ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى وتدمير المساكن والبنية التحتية الحيوية.

الوضع الصحي والغذائي في القطاع

تؤكد وزارة الصحة أن المستشفيات والمراكز الصحية تعمل بأقصى طاقتها رغم نقص المعدات الطبية، فيما تواجه الطواقم الصحية تحديات كبيرة لتقديم الخدمات الأساسية، خاصة في ظل نقص الأدوية والوقود لتشغيل المولدات الكهربائية.

كما تواجه الأسر الفلسطينية تحديًا يوميًا للحصول على الغذاء الكافي، ويعاني الأطفال بشكل خاص من فقر التغذية الحاد، مع تأثير مباشر على نموهم البدني والعقلي، فيما تضاعف المعاناة مع انتشار الأمراض المعدية والمزمنة نتيجة سوء التغذية ونقص النظافة والمياه الصالحة للشرب.

دعوات عاجلة للتدخل الدولي

في ظل هذا الوضع الكارثي، دعت وزارة الصحة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى تدخل عاجل لإنقاذ المدنيين، وإيصال المساعدات الغذائية والطبية دون قيود، ورفع الحصار عن القطاع، لضمان الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية.

وأكد المسؤول الصحي على أن أي تأخير إضافي في تقديم المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وربما وفاة المزيد من الأطفال والنساء وكبار السن، مما يشكل جريمة إنسانية دولية.

السياق السياسي والأمني

يأتي هذا التحذير في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة وتصاعد الاعتداءات العسكرية، والتي أدت إلى دمار واسع في المنازل والبنية التحتية. وتشير التقديرات إلى أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة تشمل كل سكان القطاع.

ويؤكد الخبراء أن الأزمة الغذائية والصحية في غزة ليست مجرد نتيجة طبيعية للحرب، بل هي نتيجة السياسات الإسرائيلية المتعمدة التي تمنع وصول الغذاء والدواء، وتستهدف المدنيين بشكل مباشر وغير مباشر، ما يجعل التدخل الدولي ضروريًا وفوريًا.

التعليقات (0)