ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين

خبراء أمميون يدعون لفتح تحقيقات في قتل الصحفيين بغزة واستهداف الإعلاميين

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 3:13:12 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

طالب خبراء أمميون بفتح تحقيقات مستقلة وفورية بشأن جرائم قتل الصحفيين في قطاع غزة، مؤكدين أن إسرائيل تمنع دخول وسائل الإعلام الدولية وتستهدف الصحفيين المحليين الذين ينقلون حقائق الإبادة والمجاعة في القطاع.

وأشار الخبراء في بيان رسمي اليوم الخميس إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تمثل أكثر الصراعات دموية وخطورة على الصحفيين في تاريخ النزاعات، معربين عن قلقهم البالغ من الأعداد الكبيرة للصحفيين والعاملين في الإعلام الذين قُتلوا أو أُصيبوا أو اعتقلوا في الأشهر الأخيرة، في تجاهل صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني.

حجم الخسائر بين الصحفيين

وفق تقارير الأمم المتحدة، فقد قتل أكثر من 122 صحفيًا وعاملاً في القطاع الإعلامي بغزة منذ اندلاع الحرب، وأُصيب العديد منهم بجروح متفاوتة، بينما تم اعتقال العشرات من الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. كما قُتل 3 صحفيين في لبنان جراء القصف الإسرائيلي بالقرب من الحدود، ما يعكس خطورة الوضع على الإعلاميين في المنطقة ككل.

وأوضح البيان حجم التضحيات الشخصية للصحفيين، مستشهداً بحالة الصحفي في قناة "الجزيرة"، وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده في قصف إسرائيلي، وتعرض بنفسه لهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل زميله المصور وفقدانه لابن آخر وزميل صحفي آخر في استهداف مباشر لسيارتهم الإعلامية مطلع يناير الماضي.

استهداف الصحفيين واستراتيجية إسكات الإعلام

حذر الخبراء من أن استهداف الصحفيين، رغم وضوح علامات التعريف الخاصة بهم من سترات وخوذ تحمل كلمة "صحافة" أو سيارات إعلامية واضحة، يشير إلى احتمال وجود استراتيجية متعمدة لعرقلة التغطية الصحفية وإسكات الأصوات الناقدة.

وأكد البيان ضرورة حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين وفق القانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن أي استهداف لهم يُعد جريمة حرب تستدعي المساءلة الدولية.

قيود إسرائيل على دخول الصحفيين

ندد الخبراء بقيود إسرائيل على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، واشتراط مرافقتهم للقوات العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي يمثل انتهاكًا للحق في المعرفة لسكان غزة والعالم، خاصة مع استمرار قطع الإنترنت وتعطيل وسائل التواصل الاجتماعي، ما يزيد من صعوبة وصول الحقائق إلى الرأي العام الدولي.

ودعا الخبراء السلطات الإسرائيلية إلى السماح بدخول الصحفيين بحرية إلى غزة، وضمان سلامة جميع الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين ضرورة إجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة في كل حالة قتل واستهداف للصحفيين وفق معايير الأمم المتحدة الدولية للتحقيق في الموت بطرق غير قانونية.

دور المحاكم الدولية

حث الخبراء المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية على إيلاء اهتمام خاص للنمط الخطير من الهجمات والإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين، مطالبين بوقف استهداف الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية بشكل فوري، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

والخبراء الموقعون على البيان هم: إيرين خان، فرانشيسكا ألبانيزي، ماري لويلور، موريس تيدبول-بينز، وبن سول، وجميعهم مقررون خاصون للأمم المتحدة في مجالات حرية التعبير وحقوق الإنسان وحماية الصحفيين ومناهضة الإعدامات خارج نطاق القانون.

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين

وفق المكتب الإعلامي الحكومي، ارتفع عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي إلى 248 صحفيًا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. ويشير الخبراء إلى أن هذه الأعداد غير المسبوقة تمثل تحديًا خطيرًا لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.

السياق الإنساني في غزة

ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وحسب الإحصاءات الرسمية، خلفت الإبادة أكثر من 224 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح العديد من المدنيين، خصوصًا الأطفال. كما أدى القصف والعدوان المستمر إلى دمار شامل للبنية التحتية ومحو معظم مدن القطاع من على الخريطة.

أهمية حماية الإعلاميين

أكد الخبراء أن حماية الصحفيين لا تقتصر على حقهم في الحياة والسلامة، بل تشمل حق المجتمع الدولي في الوصول إلى المعلومات الدقيقة حول النزاعات والانتهاكات.

وأشار البيان إلى أن استهداف الإعلاميين يساهم في إخفاء جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويشكل تهديدًا مباشرًا للشفافية والمساءلة الدولية.

التعليقات (0)