سر نجاح العمليات الأخيرة للمقاومة

رامي أبو زبيدة : تطور تكتيكات المقاومة الفلسطينية: دروس مستفادة وتغير ميداني مستمر

profile
  • clock 28 أبريل 2025, 2:32:14 م
  • eye 409
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01
رامي أبو زبيدة

المقاومة الفلسطينية وتطور تكتيكاتها العسكرية

قال الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع “180 تحقيقات” إن عمليات المقاومة الفلسطينية شهدت مؤخرًا تحولًا وتكيفًا واضحًا في استراتيجياتها العسكرية، حيث باتت تكتيكاتها تتغير باستمرار وفقًا لمجريات الأحداث والتطورات الميدانية.
وأكد أبو زبيدة في تصريحات صحفية أن المقاومة استفادت بشكل ملحوظ من دروس المعارك السابقة الممتدة لأكثر من عام ونصف، مما انعكس إيجابيًا على أدائها في الميدان.

تكتيكات جديدة تستجيب للواقع الميداني

بسبب طبيعة الوضع الميداني المعقدة، حرصت المقاومة على تعديل تكتيكاتها بما يتناسب مع التحديات الجديدة، معتمدة بشكل رئيسي على أسلوب حرب العصابات وتنفيذ الكمائن المركبة التي تستنزف قوات الاحتلال وتربك تحركاته.

استدراج الاحتلال والاعتماد على العمليات القريبة

وقال إنه من الملاحظ أن العمليات الأخيرة للمقاومة اتسمت بالذكاء التكتيكي، حيث تمكنت من استدراج قوات الاحتلال إلى أماكن قريبة عبر هجمات خاطفة ومدروسة.
كما اعتمدت المقاومة بشكل أساسي على استخدام شبكات الأنفاق كوسيلة للتنقل والمباغتة، مما منحها مرونة كبيرة في الحركة وقدرة على ضرب العدو في نقاط ضعفه.

تفادي المواجهات المفتوحة وتفضيل العمل المباغت

وتابع: في سياق متصل، تتجنب المقاومة الفلسطينية، قدر الإمكان، الانخراط في مواجهات مفتوحة مع قوات الاحتلال، خاصة مع تفوق العدو التكنولوجي.
وبدلاً من ذلك، تفضل المقاومة اعتماد العمليات المباغتة، والاعتماد على التخفي والمباغتة لضرب الأهداف وإلحاق الخسائر بالعدو بأقل كلفة بشرية ممكنة.

نقاط القوة والضعف لدى الطرفين

وقال إن هذا التحول التكتيكي كشف عن نقاط القوة والضعف لدى كلا الطرفين. فقد سعت المقاومة إلى استغلال البيئة الجغرافية لقطاع غزة، بما فيها شبكة الأنفاق الواسعة، لتوفير الغطاء والحماية لمقاتليها وتحقيق التفوق الميداني كلما سنحت الفرصة.

سر نجاح العمليات الأخيرة للمقاومة

كما قال إنه تعود النجاحات التي حققتها المقاومة في عملياتها الأخيرة إلى عدة عوامل، أبرزها: التخطيط الدقيق، والاستخبارات المسبقة التي مكنتها من تحديد نقاط ضعف الاحتلال، بالإضافة إلى اختيار الزمان والمكان الأنسب لتنفيذ العمليات.
وقد ساهمت الطبيعة الجغرافية للقطاع في دعم هذه العمليات، مما أدى إلى تحقيق خسائر واضحة في صفوف العدو الصهيوني.

تشير التقارير الأخيرة المستندة إلى التسجيلات الميدانية إلى أن المقاومة الفلسطينية قد حققت تطورًا نوعيًا ملحوظًا في تكتيكاتها العسكرية، خصوصًا في قدرتها المتزايدة على تنفيذ عمليات استنزاف مدروسة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
هذا التطور جاء نتيجة تراكم الخبرات الميدانية والدروس المستفادة من معارك السنوات الأخيرة، مما انعكس بوضوح على الأداء العسكري الميداني.

تنويع الأساليب الميدانية بناءً على مجريات الأحداث

ومن خلال المتابعة الدقيقة، يظهر أن طبيعة الوضع الميداني المتغير باستمرار فرضت على المقاومة تبني أساليب قتالية أكثر مرونة، حيث تم اعتماد استراتيجيات حرب العصابات وتنفيذ كمائن مركبة، ساهمت في إنهاك قوات الاحتلال وإلحاق خسائر بشرية ومادية بها.

استخدام الأنفاق والتخفي كوسائل تفوق تكتيكي

بالإضافة إلى ذلك، برز الاستخدام الذكي لشبكات الأنفاق كوسيلة فعالة للتنقل الآمن بين المناطق، مما أتاح للمقاومين تنفيذ عمليات خاطفة وقريبة من مواقع العدو، دون كشف تحركاتهم.
وقد أدت هذه التكتيكات إلى تحييد جزء كبير من تفوق الاحتلال التكنولوجي والمخابراتي، وأجبرته على خوض معارك مرهقة وغير متكافئة.

تفضيل المواجهات المباغتة وتجنب الحروب المفتوحة

في إطار تكتيكاتها الجديدة، تتجنب المقاومة في العديد من الحالات الانخراط في مواجهات مفتوحة، مفضلة اللجوء إلى عمليات مباغتة قائمة على الضرب والانسحاب.
هذه الاستراتيجية مكنتها من تقليل خسائرها البشرية، وفي الوقت ذاته من استنزاف العدو بشكل مستمر ومنهجي.

ولا يمكن تجاهل أن سر نجاح هذه العمليات يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أهمها التخطيط المسبق المحكم، والاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد نقاط ضعف الاحتلال واستغلالها.
كما أن اختيار توقيت تنفيذ العمليات ومواقعها بدقة شديدة يعزز فرص النجاح ويزيد من فاعلية الاستنزاف.

البيئة الجغرافية.. عامل داعم رئيسي

علاوة على ذلك، استثمرت المقاومة الطبيعة الجغرافية لقطاع غزة والمناطق المحاذية في تعزيز عملياتها، مستفيدة من طبيعة الأرض وشبكات الأنفاق لتوفير الغطاء والحماية للمقاتلين، وتسهيل حركة التنقل السريع، مما أضعف قدرة الاحتلال على رصد التحركات أو شن ضربات استباقية فعالة.

عمليات الاستنزاف تفرض معادلات جديدة

 يؤكد التقرير أن تصاعد وتيرة عمليات الاستنزاف بات يفرض معادلات جديدة على الأرض، ويجعل الاحتلال في حالة استنزاف مستمر، سواء على المستوى العسكري أو المعنوي، مما قد يؤثر على استراتيجياته المستقبلية تجاه قطاع غزة والضفة الغربية.

التعليقات (0)