تداعيات أمنية في شمال العراق وسوريا

حزب العمال الكردستاني يُعلن إلقاء السلاح.. ماذا بعد؟

profile
  • clock 12 مايو 2025, 3:27:52 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حزب العمال الكردستاني

في تطور لافت، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) عن قراره بإلقاء السلاح، في خطوة مفصلية قد تعيد رسم ملامح الصراع في شمال العراق وسوريا، القرار الذي تابعه موقع "180 تحقيقات" بشكل خاص، يُعدّ محطة استراتيجية تنعكس بشكل مباشر على الملف الأمني والسياسي في المنطقة.

تداعيات أمنية في شمال العراق وسوريا

بداية، لا يمكن إغفال أن خطوة كهذه ستُحدث تحولات كبيرة في المشهد الأمني، خاصة في المناطق الحدودية بين العراق وتركيا، وكذلك في شمال شرق سوريا، حيث ينشط مقاتلو الحزب ضمن قوات سورية ديموقراطية.

وبينما ترحب بعض القوى المحلية والدولية بهذا التطور، يبقى السؤال الأساسي: هل القرار يعكس نية حقيقية لإنهاء الصراع، أم هو مناورة سياسية مؤقتة؟ في كل الأحوال، فإنّ انسحاب الحزب من الخيار العسكري يُخفف من وتيرة العمليات الأمنية التركية في العراق، وقد يفتح بابًا أمام ترتيبات إقليمية جديدة.

مصير المقاتلين: هل من برنامج لإعادة الدمج؟

 

في هذا السياق، يبرز تساؤل مشروع: ما مصير آلاف المقاتلين الذين أمضوا سنوات في الجبال؟، من الواضح أن نجاح عملية إلقاء السلاح يتوقف على وجود خطة متكاملة لإعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع، سواء من خلال برامج تدريب مهني، أو عبر إشراكهم في مشاريع تنموية مدنية.

لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على تبني أي من الحكومات المعنية ـ في العراق أو سوريا أو تركيا ـ لبرنامج مصالحة شامل، ما يثير مخاوف من تحوّل المقاتلين إلى فئة مهمّشة أو عرضة للاستقطاب مجددًا.

هل المصالحة ممكنة في ظل النزاع السياسي؟

من جهة أخرى، فإن الحديث عن مصالحة وطنية لا يمكن فصله عن المناخ السياسي العام، إذ ما زالت أنقرة تعتبر الحزب منظمة إرهابية، وترفض أي حوار مباشر معه. كما أن الأحزاب الكردية في العراق وسوريا تنقسم في مواقفها تجاه حزب العمال، مما يُعقّد فرص بناء توافق كردي داخلي.

مع ذلك، يرى بعض المراقبين أن قرار إلقاء السلاح قد يمهد الطريق أمام حوار غير مباشر، تُشرف عليه أطراف دولية كوسيط، خاصة إذا ترافق مع خطوات تهدئة على الأرض وإرادة فعلية من جميع الأطراف لتجاوز مرحلة الصراع.

مستقبل المنطقة: بوادر استقرار أم هدنة مؤقتة؟

 

  • يبدو أن قرار حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح يحمل إمكانية فتح فصل جديد في النزاع الطويل، لكنه يظل مرهونًا بتوفر إرادة سياسية مشتركة لدى جميع المعنيين، وتوافر آليات عملية لإعادة دمج المقاتلين وإنهاء خطاب التحريض.

وحتى تتحقق هذه الشروط، سيبقى السؤال مفتوحًا: هل ما نراه هو نقطة بداية لسلام دائم، أم هدنة مؤقتة في انتظار جولة صراع جديدة؟

التعليقات (0)