-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس: تحوّل استراتيجي يهز الموقف الإسرائيلي
مرحلة مفصلية في الحرب على غزة
المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس: تحوّل استراتيجي يهز الموقف الإسرائيلي
-
12 مايو 2025, 3:11:51 م
-
410
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
واشنطن وحماس
في تطور لافت قد يُعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط، تقترب حركة حماس من إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة للإفراج عن الجندي الأمريكي المحتجز لديها، عيدان ألكسندر، وهو ما اعتبره مراقبون تحولاً استراتيجياً عميق الدلالة في مسار الحرب على غزة.
مؤشر على تبدّل مواقف القوى الكبرى
إذا ما اكتملت الصفقة، فإنها لن تكون مجرّد صفقة تبادل أسرى، بل إشارة قوية على تغيّر مواقف القوى الكبرى، وعلى رأسها واشنطن، التي قررت فتح قناة تفاوض مباشر مع حماس، متجاوزةً بذلك التنسيق التقليدي مع إسرائيل. هذا التوجه الجديد يعكس، بحسب مراقبين، تآكل ثقة واشنطن بوعود حكومة بنيامين نتنياهو، ويؤشر على رغبة أمريكية في إيجاد مخرج سياسي للحرب المتواصلة منذ أكثر من عام ونصف.
جابر الحرمي: ضربة سياسية لنتنياهو
الكاتب والمحلل السياسي جابر الحرمي، رئيس تحرير صحيفة /الشرق/ القطرية، وصف هذا التطور بأنه اختراق للموقف الإسرائيلي، معتبرًا أن تسلّم مبعوث أمريكي للأسير بشكل مباشر من حماس، سيكون ضربة قاسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي تغريدة على منصة "إكس"، قال الحرمي: "إذا ما تم الإفراج عن عيدان ألكسندر من دون تدخل إسرائيلي، فإن ذلك يعني إقصاء تل أبيب من المشهد التفاوضي واعترافاً ضمنيًا بحماس كطرف شرعي، على الأقل في عين واشنطن".
كما أشار الحرمي إلى أن هذه الخطوة ستُعمّق أزمة الثقة بين الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية، وتفضح فشل الرواية الإسرائيلية التي كانت تزعم قدرتها على استعادة الأسرى بالقوة العسكرية.
لقاء مكي: حماس تحقّق مكاسب استراتيجية
من جهته، قال الباحث السياسي في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، إن حركة حماس وإن لم تحصل على مقابل مباشر من إطلاق سراح الجندي الأمريكي، فإنها بالمقابل حققت مكاسب استراتيجية مؤثرة، على رأسها:
التفاوض المباشر مع واشنطن دون علم إسرائيل،
زرع الشك بين الحليفين الأمريكي والإسرائيلي،
وإظهار تراجع مكانة نتنياهو داخليًا وخارجيًا.
وأضاف مكي أن أهم مكسب قد تحققه الحركة هو التزام أمريكي بالضغط على نتنياهو لوقف الحرب، ما قد يؤدي إلى نهاية الحرب دون شروط إسرائيلية، وإلى تفكك التحالفات الداخلية حول نتنياهو وربما الدفع نحو انتخابات مبكرة في إسرائيل.
دور الدبلوماسية العربية في إعادة تشكيل المشهد
في السياق ذاته، أكد مكي أن هذه الخطوة تُحسب للدبلوماسية القطرية والمصرية، التي تنسق بشكل فعّال مع حماس، ما ساهم في وضع نتنياهو في "زاوية العجز"، وظهر أمام الداخل الإسرائيلي والعالم كزعيم "لا يعي ما يجري".
وخلص إلى أن تحركات الدول العربية بدأت تحدث الفارق فعلاً، خصوصًا مع تداول أنباء عن نية إدارة ترامب الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن صفقة مع السعودية، وهو ما وصفه مكي بأنه "تحوّل حاسم في مسار القضية الفلسطينية".
سعيد زياد: فشل استراتيجية العزل
الباحث السياسي سعيد زياد اعتبر أن المفاوضات بين واشنطن وحماس تمثل اعترافاً ضمنيًا بفشل استراتيجية العزل التي اتبعتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحركة.
وقال زياد في تغريدة له على منصة "إكس": "الولايات المتحدة لم تعد مجرد وسيط للسلام، بل باتت طرفًا مهددًا بمصالحه في المنطقة، بفعل الفوضى التي خلفتها الحرب، والعدوان الإسرائيلي المتواصل".
وأشار إلى أن هذا التغيير لا يعني اعترافًا رسمياً بحماس، لكنه في الوقت ذاته دليل على اضطرار واشنطن إلى التعامل مع واقع فرضته المقاومة بالقوة السياسية والميدانية معاً.
مرحلة مفصلية في الحرب على غزة
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن مشهد الصراع في غزة قد دخل مرحلة مفصلية، تتداخل فيها الحسابات الدولية بالمصالح الإقليمية، في وقت تتعزز فيه مكانة حماس كطرف سياسي فاعل لا يمكن تجاوزه.
وفي حين يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية غير مسبوقة، فإن التحرك الأمريكي نحو حماس قد يكون بداية نهاية استراتيجية "العزل والحصار"، وافتتاحاً لمسار جديد قائم على الاعتراف بالأمر الواقع والتفاوض مع القوى المؤثرة فعلياً على الأرض.


.jpg)







