تقرير عبري يكشف استراتيجية التهجير الإسرائيلي: "محو غزة، تركيز السكان، والبحث عن دول استقبال"

profile
  • clock 28 مايو 2025, 7:56:44 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01

180 تحقيقات – وحدة الرصد العبري

في تطور خطير يكشف عن النوايا المبيتة وراء السياسات العسكرية والإنسانية في قطاع غزة، نشر موقع "البحث الاستراتيجي الإسرائيلي" ورقة تحليلية تعترف بصراحة غير مسبوقة بثلاثة عوامل رئيسية تسعى إسرائيل عبرها إلى دفع سكان غزة نحو الهجرة الجماعية، في ما يبدو أنه تصور ممنهج لاقتلاع الوجود الفلسطيني من القطاع.

أولاً: محو المناطق العمرانية

بحسب التقرير، فإن "التدمير الشامل للبنية التحتية المدنية والعمرانية" هو الأساس الأول في استراتيجية التهجير. وأشار الموقع إلى أنه تم بالفعل تنفيذ هذا التدمير في مناطق متعددة:

المنطقة العازلة شرق القطاع،
مدينة رفح حيث تدور معركة ضارية،
منطقة نتساريم وسط غزة،
أجزاء من شمال القطاع.

واعتبر التقرير أن العملية العسكرية الجارية حاليًا، والتي يطلق عليها اسم "عربات جدعون"، تسعى لتوسيع هذا التدمير نحو خان يونس ومدينة غزة، لتصبح غزة "مكانًا لا منازل فيه للعودة، وبالتالي أقل رغبة في البقاء".

ثانيًا: تركيز السكان لتهيئة الترحيل

يرى الموقع أن "تركيز السكان الغزيين في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية" يسهّل عملية هجرتهم. ويعتبر توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة رفح ميزة أمنية وتخطيطية، تسمح بتجميع السكان وتسهيل التواصل معهم، بل وتسهيل مغادرتهم.

في لهجة لافتة، أشار الموقع إلى أن هذا النموذج يسهل عملية تنظيم الهجرة مقارنة بما وصفه بـ"الرسائل النصية القصيرة مع منسقي الشاباك"، في إشارة إلى القنوات السرية التي كانت تُستخدم سابقًا للتواصل مع السكان.

ثالثًا: البحث عن دول مقصد

أما العامل الثالث فهو "البحث عن دول مستعدة لاستقبال سكان غزة"، مشيرًا إلى أن "الترحيل الجماعي ليس مجرد قرار إسرائيلي، بل يتطلب طرفًا يستقبل المرحّلين".
وشدد التقرير على أن الوقت يضغط، وأن إسرائيل بحاجة إلى دول تعلن بشكل صريح استعدادها لهذا الدور، سواء عبر القنوات العلنية أو خلف الكواليس.

دلالات خطيرة وتورط محتمل

يرى مراقبون أن ما ورد في هذا التقرير لا يُعبّر فقط عن آراء باحثين، بل يتقاطع بوضوح مع الوقائع الميدانية على الأرض، حيث تُنفذ إسرائيل منذ أشهر عملية تدمير ممنهج للبنية التحتية، وتُدير مناطق مكتظة بالسكان تحت الحصار والنار، وتنسق مع أطراف إقليمية ودولية في ملف المساعدات.

وتتزامن هذه الرؤية مع تصريحات متكررة من مسؤولين إسرائيليين، دعت صراحة إلى دفع سكان غزة نحو الهجرة، ما يُثير مخاوف حقيقية من مخطط ترحيل جماعي يُنفذ على مراحل، ويستغل الوضع الإنساني الكارثي لتحقيق أهداف ديموغرافية وسياسية بعيدة المدى.

التعليقات (0)