تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

شهدت العاصمة الإيطالية روما حدثًا غير مسبوق في ساحة "تور فيرجاتا"، حيث احتشد مئات الآلاف من الشباب الكاثوليكي من أكثر من 146 دولة، لرؤية بابا الفاتيكان الجديد، "ليو"، في أكبر تجمع شعبي منذ توليه منصبه في مايو الماضي خلفًا للبابا الراحل فرنسيس.

رسائل البابا الإنسانية في مواجهة العدوان والتهميش

خلال جولته بسيارته البابوية البيضاء بين الحشود، وجّه البابا ليو كلمة مؤثرة للشباب قال فيها: "أيها الشباب الأعزاء، صلاتي من أجلكم أن تثبتوا في الإيمان، بفرح وشجاعة"، مضيفًا: "اطلبوا العدالة لبناء عالم أكثر إنسانية، اخدموا الفقراء، وبهذا تشهدون على الخير الذي نود دائمًا أن نتلقاه من جيراننا".

كلمات البابا ليو جاءت في ظل مشاهد إنسانية صادقة، حيث كان الشباب يلوّحون بأعلام دولهم ويلقون نحوه دمى محشوة، فيما رد بابتسامة عريضة وبركة أبوية. واستُخدمت رشاشات المياه لتلطيف حرارة الجو التي بلغت قرابة 30 درجة مئوية.

الدعوات الكنسية تتناقض مع سياسات الاحتلال والعدوان

فيما احتفل العالم المسيحي بأجواء المحبة والسلام، لا تزال صور العدوان والتجويع الممنهج من قبل الكيان الصهيوني في قطاع غزة تثير استهجانًا عالميًا. خطاب البابا الداعي إلى العدالة ومناصرة الفقراء يُفسَّر لدى البعض على أنه رسالة ضمنية ترفض ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، خاصة مع تصاعد أصوات دينية وسياسية تطالب باتخاذ مواقف أخلاقية واضحة من هذا الكيان المعتدي.

السنة المقدسة تجذب ملايين الزوار رغم التحديات العالمية

يُذكر أن هذا الحدث جاء ضمن فعاليات السنة المقدسة الكاثوليكية، والتي يقول الفاتيكان إنها استقطبت حتى الآن أكثر من 17 مليون زائر إلى روما منذ انطلاقها نهاية عام 2024، مما يعكس توق الناس إلى الروحانية وسط عالم يغرق في الحروب والعدوان والاحتلالات المتواصلة.

ومن المتوقع أن يُحيي البابا ليو قدّاسًا كاثوليكيًا صباح الأحد أمام حشود شبابية غفيرة، سيمضي كثير منهم ليلتهم في الساحة طلبًا للقرب الروحي والبركة البابوية.