لحظة اختبار للإرادة الدولية

مؤتمر الأمم المتحدة للتسوية السلمية: إجماع دولي على حل الدولتين ووقف إبادة غزة

profile
  • clock 28 يوليو 2025, 3:07:18 م
  • eye 443
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
مؤتمر الأمم المتحدة

محمد خميس

انطلقت اليوم في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك أعمال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، بمشاركة واسعة من ممثلي الدول الأعضاء والهيئات الإقليمية والدولية، ووفود فلسطينية رسمية وشخصيات حقوقية، في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

ويأتي انعقاد المؤتمر وسط دعوات متجددة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل حل الدولتين، وإنقاذ ما تبقى من مقومات الحياة في غزة التي تواجه مجاعة شاملة ودمارًا غير مسبوق جراء العدوان المستمر منذ أكثر من 21 شهرًا، والذي خلّف أكثر من 204 ألف شهيد وجريح، وأكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.

غوتيريش: غزة تُباد أمام أعين العالم وحل الدولتين يبتعد

في افتتاح المؤتمر، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تصريحات حادة، مؤكدًا أن العالم على "حافة الانهيار"، وقال: "لا شيء يبرر إبادة غزة التي جرت أمام أعين العالم." و "التدمير الشامل لغزة أمر لا يُحتمل ويجب أن يتوقف." و حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى، ويجب أن يشكل هذا المؤتمر نقطة تحول."

وأضاف أن ضم الضفة الغربية من قبل إسرائيل غير قانوني، مطالبًا بوقف التجويع والقتل والتهجير القسري وعنف المستوطنين، وداعيًا إلى إنهاء الاحتلال فورًا وفقًا للقانون الدولي.

فرنسا: لن نقبل باستهداف الأطفال والنساء.. والحل سياسي

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن باريس أطلقت "زخمًا لا يمكن إيقافه" نحو الوصول إلى حل سياسي دائم، مشددًا على أن "لا يمكن القبول باستهداف الأطفال والنساء بينما يحاولون الحصول على المساعدات." و "يجب أن ننتقل من إنهاء الحرب إلى إنهاء النزاع جذريًا." و "حل الدولتين هو الخيار الوحيد الذي يضمن السلام العادل والدائم."

كما دعت فرنسا إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفض سياسة العقاب الجماعي.

 قطر: السلام يبدأ بالحوار ومواجهة خطاب الكراهية

قال وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية إن قطر تسعى لتعزيز السلم والعدل عبر ثقافة الحوار والتعايش، مؤكدًا أن: "سرديات السلام يجب أن تكون متوافقة مع القانون الدولي." و "بناء الثقة يبدأ بالإنسانية واتخاذ قرارات ضد خطاب الكراهية." و "نأمل أن يساهم المؤتمر في دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967."

 كندا: لا سلام دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة

في مداخلة مقتضبة، قالت وزيرة الخارجية الكندية: "حل الدولتين هو المسار الوحيد نحو السلام." و "الاعتراف بالحقوق الفلسطينية هو حجر الأساس لأي تسوية عادلة."

 السعودية: الاحتلال أصل المأساة ومبادرة السلام العربية أساس الحل

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي أن الاستقرار في المنطقة يبدأ بـإنهاء الاحتلال ومنح الفلسطينيين حقوقهم، مثمّنًا إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال الوزير:"المؤتمر يمثل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال." و "الانتهاكات الإسرائيلية والمأساة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فورًا." و "مبادرة السلام العربية تظل الإطار الجامع لأي حل عادل وشامل."

 توافق دولي واسع: لا بديل عن حل الدولتين

شهد المؤتمر إجماعًا لافتًا من الدول المشاركة على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار، وشددت المداخلات على ضرورة وقف العدوان على غزة فورًا و رفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية و تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وووقف الضم والاستيطان والتهجير القسري و الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

فلسطين: لا تسوية دون حقوق كاملة

أكد الوفد الفلسطيني أن أي تسوية لن تكون قابلة للتطبيق ما لم تشمل حق العودة، وإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، متهمًا إسرائيل بتقويض فرص السلام عبر سياسات القتل والتجويع والدمار المنهجي.

لحظة اختبار للإرادة الدولية

يعكس المؤتمر توافقًا دوليًا نادرًا على ضرورة كسر الجمود السياسي، وإنهاء مأساة غزة، وإطلاق عملية سلام حقيقية قائمة على قرارات الشرعية الدولية. وتبقى الأنظار متجهة إلى مدى جدية المجتمع الدولي في ترجمة الأقوال إلى أفعال.

التعليقات (0)