تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في سلسلة تصريحات متتالية، عبّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قلقه البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، مؤكدًا أن السكان يعانون من الجوع والموت، رغم وجود الغذاء على مقربة منهم.

وقال ترامب في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة: "الوضع في قطاع غزة مروع جدًا، ونأمل أن يصل الغذاء إلى مستحقيه." و  "السكان في غزة يرون الغذاء على بعد أميال ولا يستطيعون الوصول إليه."

مراكز غذائية جديدة بلا قيود

كشف ترامب عن خطة لإنشاء مراكز لتوزيع الطعام داخل قطاع غزة، موضحًا أن الولايات المتحدة ستوفر التمويل اللازم، وستنضم دول أخرى لدعم هذا المشروع الإنساني، وأكد أن "مراكز توزيع الطعام ستكون مفتوحة دون قيود." و "سنتخلص من كل الحواجز في غزة ونعمل على تأمين وصول الغذاء للأطفال." "إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة لإيصال المساعدات، وهي قادرة على فعل الكثير."

تواصل دولي بشأن غزة

وأشار ترامب إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومع رئيسة المفوضية الأوروبية، التي تعهدت بالمساهمة في تأمين الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.

وقال:  "نتحدث مع شركائنا ونخطط لإنهاء المأساة." و  "نعلم أحيانًا مكان وجود رهائن في غزة، لكن لا نريد الهجوم خوفًا من قتلهم." و  "التعامل مع حماس أصبح صعبًا لأنها ترفض إطلاق سراح الرهائن المتبقين."

موقف حذر من إيران

وفي سياق آخر، حذر ترامب من استئناف إيران لبرنامجها النووي، قائلًا: "إذا استأنفت إيران برنامجها النووي، فسنقضي عليه بسرعة." و "إيران ترسل إشارات سلبية، وسنتعامل معها بصرامة."

رئيس الوزراء البريطاني: صور أطفال غزة الجائعين مروّعة

من جهته، علّق رئيس الوزراء البريطاني على الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا أن صور الأطفال الذين يعانون من الجوع "مروعة وصادمة"، في إشارة إلى حجم الكارثة الإنسانية، وضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنهائها.

خلفية: مؤتمر أممي لحل الدولتين وسط كارثة غزة

تأتي هذه التصريحات تزامنًا مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، حيث أجمعت معظم الدول المشاركة على ضرورة وقف فوري للحرب في غزة و فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات و محاسبة إسرائيل على الانتهاكات بحق المدنيين و تطبيق حل الدولتين وفق حدود 1967

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد صرّح بأن "إبادة غزة جرت أمام أعين العالم" وأن "حل الدولتين بات أبعد من أي وقت مضى، لكنه السبيل الوحيد نحو السلام".

هل تصبح المساعدات أولوية دولية؟

في ظل هذه التطورات، تبدو المساعدات الإنسانية لغزة على وشك أن تتحول إلى ملف ضغط دولي فاعل، خصوصًا مع التصريحات القادمة من واشنطن ولندن وباريس، والتي تربط بين الأوضاع الإنسانية وبين الاستقرار الإقليمي والسياسي في الشرق الأوسط.