حديث خاص الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ«180 تحقيقات»:

قراءة تحليلية في مشهد الإخلاءات القسرية وتداعيات التهجير في غزة

profile
  • clock 17 مايو 2025, 1:04:05 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم

◄ تطورات المشهد الميداني في غزة والتحولات في طبيعة الإخلاءات القسرية

◄ما يجري في غزة من تهديدات بالإخلاء القسري ليس تحولًا جديدًا في السياسة الإسرائيلية

◄الحديث عن غياب إسرائيل هو في حقيقته نوع من سوء الفهم 

◄ الصراع الفلسطيني ليس فقط من أجل البقاء بل هو نضال مستمر من أجل الحقوق وحق تقرير المصير

◄ "فكرة نزع الإنسان من أرضه أخطر من فقدان البيت ذاته، لأنها تمس جذور الهوية والانتماء"

◄ نتنياهو يستخدم خطاب التهديد المتكرر كوسيلة ضغط لدفع سكان غزة 

◄ما نشهده اليوم هو استمرار للنكبة في صور وأشكال جديدة

 

في ظل التوترات المستمرة في قطاع غزة، أجرى موقع 180 تحقيقات حديثًا خاصًا مع الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم، تناول فيه تطورات المشهد الميداني في غزة، والتحولات في طبيعة الإخلاءات القسرية، بالإضافة إلى تحليل مغزى تغييب إسرائيل من برنامج ترامب الإقليمي، وتداعيات تصريحات الأخير بشأن التهجير وحق تقرير المصير في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ77.

الإخلاءات القسرية: سلاح إسرائيلي متعدد الأهداف

يرى مصطفى إبراهيم أن ما يجري في غزة من تهديدات بالإخلاء القسري ليس تحولًا جديدًا في السياسة الإسرائيلية، بل هو استمرار لنهج استُخدم طوال فترة الحرب تحت ذرائع أمنية وعسكرية. ويشير إلى أن هذه السياسات تُستخدم أيضًا كأداة ضغط على الفلسطينيين، خاصة في المناطق المكتظة مثل حي الرمال، وجباليا، والشجاعية، وحي التفاح.

وأوضح إبراهيم أن المناطق التي تم الإعلان عن ضرورة إخلائها، مثل مدرسة مصطفى حافظ، لم تُخلَ بناءً على وجود مؤكد للمقاومين، كما تدعي إسرائيل، بل كانت مكتظة بالسكان الذين نزحوا سابقًا من مناطق شمالية مثل بيت لاهيا نتيجة عمليات الإبادة والاحتلال. وأضاف أن إسرائيل تراقب هذه المناطق بعناية، وتتعامل معها أمنيًا، رغم علمها المسبق بالكثافة السكانية العالية.

أما فيما يتعلق بمستشفى الشفاء، فيوضح إبراهيم أن المستشفى لم يكن من ضمن المناطق المعلنة رسميًا للإخلاء، إلا أن قربه من مدرسة الكرمل دفع بعض المواطنين للمغادرة بشكل طوعي، قبل أن يتوقف ذلك لعدم وجود أماكن بديلة، ما دفع إسرائيل لاحقًا إلى تهديد هذه المناطق.

تغييب إسرائيل عن برنامج ترامب الإقليمي: دلالات وتفسيرات

حول تغييب إسرائيل من برنامج ترامب الإقليمي، يرى إبراهيم أن الحديث عن غياب إسرائيل هو في حقيقته نوع من سوء الفهم أو التضليل الإعلامي. إذ إن إسرائيل لم تُستثنَ فعليًا من برنامج ترامب، بل يتم إبلاغها بالكثير من التفاصيل. ويشير إلى أن الدور الأمريكي لا يزال محوريًا، وأن ما يجري هو مشهد أمريكي بامتياز، بمشاركة بعض الدول العربية مثل قطر، السعودية، والإمارات.

وأضاف إبراهيم أن ترامب يستغل كل فرصة للظهور في هذا المشهد كـ"رجل أعمال" يسعى لتوقيع استثمارات بمليارات الدولارات، في حين أن واشنطن قد تكون أعادت ترتيب أولوياتها الإقليمية دون أن تُقصي إسرائيل.

ذكرى النكبة: نضال مستمر وتهديدات متجددة بالتهجير

وفي الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، يؤكد مصطفى إبراهيم أن الصراع الفلسطيني ليس فقط من أجل البقاء، بل هو نضال مستمر من أجل الحقوق وحق تقرير المصير، مشددًا على أن فكرة التهجير ليست جديدة، بل هي جزء من مشروع صهيوني متجذر منذ عام 1948، وتجددت بشكل أكثر وضوحًا بعد نكسة 1967.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لطالما حاول دفع الفلسطينيين إلى النزوح الطوعي أو القسري، مستذكرًا تهجير العائلات الفلسطينية إلى سيناء في السبعينيات، قبل أن تعود لاحقًا، ويشدد إبراهيم على أن "فكرة نزع الإنسان من أرضه أخطر من فقدان البيت ذاته، لأنها تمس جذور الهوية والانتماء".

وتطرق إبراهيم إلى تصريحات إدارة بايدن المتعلقة بفتح معابر إنسانية من مصر لغزة، معتبرًا أن الهدف الحقيقي ليس إنسانيًا بحتًا، بل يهدف إلى تقليص عدد الفلسطينيين في القطاع. إلا أن مصر، وفق قوله، اتخذت إجراءات مشددة لمنع موجات النزوح الكبيرة.

نوايا نتنياهو والضغط على سكان غزة

وفي سياق متصل، يرى مصطفى إبراهيم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم خطاب التهديد المتكرر كوسيلة ضغط لدفع سكان غزة جنوبًا، خاصة نحو المناطق المحاذية لرفح، في محاولة لتضييق الخناق عليهم ودفعهم نحو خيار التهجير.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يصرون على البقاء رغم الوضع الكارثي، في ظل استمرار المجازر، والحصار، وسلاح "الجوع الجماعي" الذي تستخدمه إسرائيل بفعالية. حيث يتعرض السكان، خصوصًا الأطفال والشباب، لظروف قاسية للغاية، تتفاقم يومًا بعد يوم، ما يزيد العبء على قدرتهم في الصمود، ويجعل معركتهم للبقاء أكثر صعوبة وقسوة.

وفي الختام، يؤكد مصطفى إبراهيم أن ما نشهده اليوم هو استمرار للنكبة في صور وأشكال جديدة، ولكن الروح الفلسطينية، رغم الألم، ما تزال تقاوم، وتحلم، وتتمسك بالأرض والحق في تقرير المصير.

التعليقات (0)