تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

دعوة للإجلاء وسط تصاعد العدوان

في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في العدوان المستمر على قطاع غزة، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية يوم الخميس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجه دعوة عاجلة للمستشفيات ومنظمات الإغاثة في شمال القطاع للبدء بإعداد خطط إجلاء فورية. هذه الدعوة تأتي في ظل استمرار القصف المكثف الذي يشنه الكيان الصهيوني على المناطق السكنية والبنية التحتية الحيوية، ما يهدد حياة المدنيين ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور.

مكالمة مثيرة للجدل: تسريب من جيش الاحتلال

وفي سياق متصل، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مقطعًا صوتيًا قال إنه يوثق مكالمة هاتفية بين ضابط التنسيق الإسرائيلي للقطاع ومسؤول صحي رفيع في شمال غزة. وبحسب أدرعي، فإن المكالمة تضمنت نقاشًا حول ضرورة إجلاء المستشفيات بسبب ما وصفه بـ"العمليات العسكرية الوشيكة".

ورغم عدم التحقق من صحة التسجيل بشكل مستقل، إلا أن نشره أثار موجة من الانتقادات، حيث اعتبره ناشطون محاولة من الكيان الصهيوني لتبرير استهداف المنشآت الصحية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

منظمات الإغاثة الدولية أعربت عن قلقها البالغ إزاء هذه التطورات، محذرة من أن إجلاء المستشفيات في ظل الحصار ونقص الموارد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. ويعاني القطاع الصحي في غزة من انهيار شبه كامل نتيجة العدوان المتواصل، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات الطبية، فضلاً عن انقطاع الكهرباء والمياه.

رسائل الاحتلال: ضغط نفسي أم استعداد عسكري؟

يرى مراقبون أن دعوة الاحتلال للإجلاء قد تكون جزءًا من استراتيجية الضغط النفسي على السكان والمنظمات الإنسانية، أو تمهيدًا لعمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال القطاع. وفي كلتا الحالتين، فإن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون لهذا التصعيد، وسط صمت دولي يثير الكثير من التساؤلات.

دعوات لوقف العدوان ومحاسبة الكيان الصهيوني

في ظل هذه التطورات، تتجدد الدعوات من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه بحق المدنيين والمنشآت الحيوية، وعلى رأسها المستشفيات التي يجب أن تبقى خارج دائرة الاستهداف.