-
℃ 11 تركيا
-
21 أغسطس 2025
شام ورمز الطفولة الفلسطينية: قصة وراء الأرقام والإحصاءات
دعوة للضمير الدولي
شام ورمز الطفولة الفلسطينية: قصة وراء الأرقام والإحصاءات
-
21 أغسطس 2025, 6:50:40 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أنس الشريف وشام
محمد خميس
في حضن عمّها الصغير، تنام شام، ابنة الصحفي الشهيد أنس الشريف، محاولةً استعادة شيء من الأمان المفقود بعد أن اغتالت قوات الاحتلال والدها وهو يوثّق الجرائم بعدسته. قصة شام ليست حالة فردية، بل تمثل عنوانًا لمأساة كبرى تواجه أطفال غزة، حيث تحول الاحتلال الإسرائيلي القطاع إلى ساحة إبادة جماعية للأطفال ومستهدف مباشر للأبرياء.
على مدى 23 شهرًا من العدوان الصهيوني، أصبحت غزة مسرحًا لجريمة إبادة جماعية منهجية، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 19 ألف طفل فلسطيني تحت القصف المباشر، بينما تحولت آلاف البيوت إلى أطلال تنزف دماء الأبرياء وصرخات الفقد.
الأطفال الضحايا ليسوا أرقامًا
هؤلاء الضحايا الأبرياء ليسوا مجرد أرقام، بل قصص حية وشهادات دامغة على جريمة موثقة ارتكبتها إسرائيل عمدًا، وبقرار سياسي وعسكري، دون اعتراف بإنسانية الشعب الفلسطيني.
عدد الأيتام: تجاوز عدد الأيتام الفلسطينيين نتيجة القصف والاغتيالات 40,065 طفلًا.
الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم: لا يقل عددهم عن 42,301، بينهم 2,236 طفلًا بلا والدين على الإطلاق، و37,313 طفلًا فقدوا الأب، و4,988 طفلًا فقدوا الأم.
حالات WCNSF: مصطلح صادم ظهر في مستشفيات غزة يشير إلى "طفل جريح بلا عائلة على قيد الحياة".
يصف الأطباء الحالة بأنهم يتلقون أطفالًا لا يعرفون أسماءهم، لأن إسرائيل قتلت عائلاتهم بالكامل، ما يعكس إستراتيجية إبادة ممنهجة تستهدف الجيل الجديد.
تجويع الأطفال والموت البطيء
لم يكتفِ الاحتلال بالقصف المباشر، بل استخدم سياسة التجويع والتعطيش كسلاح حرب موجه للأطفال والنساء الحوامل.
منظمة الصحة العالمية وثقت وفاة 21 طفلًا دون الخامسة منذ مطلع 2025 بسبب سوء التغذية الناجم عن الحصار.
ارتفع عدد الوفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية إلى 269 شهيدًا، من بينهم 112 طفلًا.
تحذر منظمات مثل أطباء بلا حدود من أن ربع الأطفال والنساء الحوامل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.
هذا التجويع المتعمد يوضح أن الاحتلال يستهدف الحياة ببطء لإضعاف المجتمع الفلسطيني وإبادة جيل كامل من الأطفال.
تدمير المدارس والمستقبل
إسرائيل دمّرت 95% من مدارس غزة وفق تقارير أممية، ما أغلقت أبواب المستقبل أمام مئات آلاف الأطفال فالمدارس التي كانت يومًا ساحات للتعلم والتحصيل العلمي، أصبحت إما ركامًا، أو ملاجئ للنازحين، أو مقابر جماعية بعد القصف و أكثر من 88% من مباني القطاع دمرت، بإجمالي خسائر تجاوز 62 مليار دولار و 85% من مساحة القطاع خاضعة للسيطرة الإسرائيلية بالاجتياح والنار والتهجير.
هذا التدمير الممنهج يمثل سياسة لإبادة الحاضر والمستقبل الفلسطيني معًا.
شهادات الأطفال والأسر
وجه شام أصبح رمزًا لمعاناة الطفولة في غزة: عيون تبحث عن والد لن يعود، وقلب صغير يتعلم مبكرًا أن الاحتلال لا يرحم. شام واحدة من آلاف الأطفال الذين يكشفون كذب الرواية الإسرائيلية التي تعتبر الفلسطينيين أهدافًا يجب إبادة حياتهم فتصريحات مسؤولي الاحتلال تكشف العقلية الرسمية تجاه الطفولة الفلسطينية فعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين: «كل طفل، كل رضيع في غزة عدو» و وزيرة العدل السابقة أييليت شاكيد: الأطفال الفلسطينيون «أفاعٍ صغيرة» يجب القضاء عليهم.
هذه التصريحات ليست زلات فردية، بل سياسة رسمية تشرعن الإبادة الجماعية وتستهدف الأطفال بشكل مباشر.
جرائم الإبادة الجماعية الموثقة
الأحداث في غزة ليست مجرد "حرب معقدة"، بل أكبر جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث تُنفّذ بدم بارد ضد الأطفال ف عشرات آلاف الضحايا من المدنيين والأطفال و آلاف الأيتام الناتجين عن سياسة القتل المتعمد و تجويع الأطفال والنساء الحوامل كوسيلة حرب و تدمير المدارس والمستشفيات والمباني العامة لإعدام أي مظاهر حياة.
كل ذلك يعكس عقلية الاحتلال الذي لا يرى في الفلسطينيين سوى تهديد يجب القضاء عليه، صغيرًا أو كبيرًا، لأن الطفل سيكبر يومًا ما ويصبح جزءًا من المستقبل الفلسطيني.
دعوة للضمير الدولي
يبقى السؤال الأخلاقي أمام المجتمع الدولي: إلى متى سيستمر الاحتلال في حربه على الطفولة، فيما يقف العالم شاهدًا صامتًا على الإبادة؟ .










