-
℃ 11 تركيا
-
21 أغسطس 2025
دروس تكتيكية من عملية خان يونس
أبو زبيدة: مستويات متقدمة من التفكير العملياتي للمقاومة..
دروس تكتيكية من عملية خان يونس
-
21 أغسطس 2025, 10:15:44 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رامي أبو زبيدة
الاشتباك الذي جرى مؤخرًا في خان يونس بين وحدات المقاومة الفلسطينية وقوة النخبة الإسرائيلية "سييرت خروب" لم يكن مجرد مواجهة محدودة، بل نموذجًا تكتيكيًا يستحق التوقف عنده، كونه يكشف عن مستويات متقدمة من التفكير العملياتي لدى المقاومة، ويؤكد قدرة المقاتل الفلسطيني على ابتكار أساليب حرب تضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات معقدة.
*أولًا: تكتيك الكمون والانتظار*
المقاومة اعتمدت على الأنفاق كنقطة انطلاق للكمين، ما منحها ميزة التخفي والمباغتة.
عنصر الانتظار الطويل داخل الأنفاق يعكس صبرًا انضباطيًا شبيهًا بتكتيكات الجيوش النظامية في الكمائن العميقة.
*هذا الأسلوب حوّل الأنفاق من مجرد وسيلة دفاعية إلى أداة هجوم مباغت.*
*ثانيًا: دعم الميدان بالرصد والسيطرة*
العملية لم تكن اندفاعًا عشوائيًا، بل جرى تغطيتها عبر مراقبة متواصلة من وحدات رصد.
*وجود غرفة قيادة ميدانية لإدارة المعركة يشير إلى هيكلية عسكرية متكاملة قادرة على جمع المعلومات وتوجيه القوات في الوقت الفعلي.*
*ثالثًا: قتال متعدد المستويات*
بدأت العملية بالأسلحة الرشاشة والصواريخ المضادة للدروع.
انتقلت إلى اشتباك بالأيدي، ما يدل على جاهزية عالية للاشتباك القريب رغم تفوق العدو في العتاد.
*هذا التدرج أعاق القوة الإسرائيلية وأربكها، وأجبرها على استدعاء إسناد جوي.*
*رابعًا: هدف عملياتي أبعد من الاشتباك*
وفق اعتراف المصادر الإسرائيلية، الهدف المرجّح كان أسر جنود، وهو ما يمثل تصعيدًا نوعيًا يضغط على القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال.
*مجرد التلويح بقدرة المقاومة على تنفيذ عملية أسر، يجعل كل تحرك للقوات داخل غزة محفوفًا بالرعب والتوجس.*
*خامسًا: حرب الاستنزاف الذكية*
العملية جاءت في وقت يروّج فيه الاحتلال أن المقاومة فقدت قدرتها على العمل المنظم.
*خان يونس أثبتت أن المقاومة لا تزال تعمل بتقسيمات عسكرية (أقسام وكتيبة)، ما يحافظ على تماسك بنيتها رغم الخسائر.*
هذا النهج يعيد تعريف المواجهة بأنها ليست مجرد حرب استنزاف بل حرب إرادات وإدارة معركة طويلة الأمد.
عملية خان يونس تجسد "الكمين المزدوج" (مقاتلين في الميدان + منظومة رصد واحتياط خلفية) وتكشف أن المقاومة تتقن الدفاع و المبادرة العملياتية. *بالنسبة للاحتلال، هذا يعني أن كل خطوة داخل غزة قد تتحول إلى فخ قاتل.* أما للمقاومة، فهو دليل على أن نهجها القائم على التنظيم والتخفي والكمائن المتدرجة قادر على فرض معادلة الاستنزاف المفتوح حتى في مواجهة وحدات النخبة.









