"جهاز مكافحة الإرهاب": جيش لحد جديد؟

تحقيق: "ياسر أبو شباب".. زعيم ميليشيا المرتزقة على طريق المساعدات في غزة

profile
  • clock 25 مايو 2025, 3:54:20 م
  • eye 510
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تحقيق: "ياسر أبو شباب".

تحرير :رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات

 

من لص مساعدات إلى زعيم ميليشيا موازية تحت حماية الدبابات الإسرائيلية

وسط مشهد إنساني كارثي ومع تزايد الجوع والحصار في قطاع غزة، برز اسم "ياسر أبو شباب" كأحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، بعدما تحول من مطلوب بتهم جنائية إلى زعيم ميليشيا مسلحة تُعرف باسم "جهاز مكافحة الإرهاب"، يضم أكثر من 100 مسلح. ما يدعو للقلق هو أن هذه الميليشيا باتت ترتبط بشكل وثيق بدور وظيفي في خطة هندسة الجوع والتهجير في جنوب القطاع، بتسهيل واضح من الجيش الإسرائيلي، حسب مصادر ميدانية وتقارير دولية.

من هو ياسر أبو شباب؟

ينحدر أبو شباب من مدينة رفح جنوبي القطاع، ويتبع لقبيلة الترابين البدوية المنتشرة في غزة والنقب وسيناء. سُجن لسنوات قبل الحرب في سجون غزة بتهم تتعلق بتجارة المخدرات والسرقة، وخرج مع اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023 بعد قصف الاحتلال لمقار الأجهزة الأمنية.

لم تمضِ أشهر قليلة حتى أصبح على رأس ميليشيا مرتزقة تتلقى تمويلاً ومعدات من جهات خارجية. وتشير تقارير أمنية إلى أنه يُشغّل حالياً من قبل جهاز الشاباك الإسرائيلي، بعد أن سبق وكان مرتبطاً بالسلطة الفلسطينية.


"جهاز مكافحة الإرهاب": جيش لحد جديد؟

الميليشيا التي شكّلها أبو شباب تمارس نشاطها على امتداد الطريق من معبر كرم أبو سالم إلى شرق رفح وخان يونس. يقف أفرادها، الذين يرتدون خوذات وأسلحة إسرائيلية، خلف سواتر ترابية لحماية قوافل المساعدات الواردة، ويظهرون كأنهم الجهة الوحيدة القادرة على تأمين دخول تلك الشاحنات.

وفق شهود عيان وتقارير إعلامية، يعمل العديد من هؤلاء المرتزقة ضمن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية سابقًا، مما يشير إلى بنية شبه منظمة تُعيد إلى الأذهان تجربة "جيش لحد" في جنوب لبنان.


السطو على المساعدات: نهب منظم برعاية إسرائيلية

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن منظمات إغاثة أن "عصابات مسلحة تنهب المساعدات بحرية في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي"، وأن تلك العصابات تقتل وتختطف سائقي الشاحنات وتمنع توزيع المساعدات. وذكرت المذكرة الأممية أن “أبو شباب” هو الرأس المدبر لهذا النشاط.

جورجيوس بتروبولوس، مسؤول في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، صرح مستغربًا: "كيف يُعقل أن يقترب فلسطيني مسلح من دبابة إسرائيلية على بُعد 150 متراً دون أن يُطلق عليه النار؟"، في إشارة إلى التنسيق الصريح بين هذه الميليشيا وقوات الاحتلال.

سقوط القناع: من قاطع طريق إلى أداة هندسة التجويع

تقول مصادر محلية إن أبو شباب كان في البداية يسرق الشاحنات بإشراف الاحتلال، لكن مع تصاعد الفوضى، وجد الإسرائيليون فيه أداة مثالية لتنظيم عمليات النهب و"حماية" المساعدات، تمهيداً لتصوير دخول المساعدات كمشهد "إنساني منظم"، في محاولة لتمرير خطة أمريكية إسرائيلية لتفريغ الجنوب من سكانه عبر "تهجير مغلف بالخبز".

وقد وثّقت وحدة "سهم" الأمنية التابعة لحماس عدة محاولات لاغتياله، قُتل خلالها أكثر من 20 من عناصره، بينهم شقيقه، الذراع اليمنى له، لكن دون نجاح في تصفيته حتى الآن.

حين تصبح المساعدات أداة حرب

تجسد قصة ياسر أبو شباب جانباً خطيراً من الحرب الجارية على قطاع غزة، حيث تحولت المساعدات الغذائية إلى أداة للابتزاز والنهب والتهجير، فيما تُستخدم ميليشيات محلية – بغطاء "أمني" – كأدوات تنفيذ ضمن خطة الاحتلال.

ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح دولياً: كيف يمكن أن تنجح جهود إنسانية بينما يتم تسليمها لمجرمين سابقين وميليشيات وظيفية؟ وكيف يمكن الحديث عن حياد أممي بينما قوافل الغذاء تمر تحت حراسة لصوص مدججين بالسلاح وتحت حماية دبابات الاحتلال؟

التعليقات (0)