ردود فعل دولية

المفوضة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي: حماس حركة سياسية وليست جماعة من القتلة

profile
  • clock 17 أغسطس 2025, 4:51:34 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المفوضة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي

محمد خميس

أثارت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، جدلاً واسعاً بعد تصريحاتها الأخيرة التي أوضحت فيها أن كثيرين في العالم ليست لديهم معرفة دقيقة بماهية حركة حماس، مؤكدة أنها حركة سياسية منتخبة وليست مجموعة من القتلة كما يحاول البعض تصويرها.

ألبانيزي: حماس حركة سياسية وليست جماعة مسلحة متعطشة للدماء

قالت ألبانيزي في تصريحاتها: "حماس حركة سياسية وصلت إلى حكم غزة عبر انتخابات وُصفت بأنها الأكثر ديمقراطية، وليست مجموعة من القتلة كما يصورها البعض".
وأضافت أن هناك رواية متكررة يجري ترديدها في الإعلام الدولي عن حماس باعتبارها "جماعة مسلحة"، لكن الحقيقة - وفق قولها - أن حماس قوة سياسية واجتماعية لعبت دوراً محورياً في إدارة قطاع غزة منذ عام 2006.

انتخابات 2006: الشرعية الديمقراطية لحماس

أشارت المفوضة الأممية إلى أن انتخابات 2006 في فلسطين، التي فازت فيها حركة حماس بالأغلبية، اعتُبرت الانتخابات الأكثر ديمقراطية وشفافية في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الحركة السلطة القائمة بحكم الأمر الواقع في غزة.

ولفتت إلى أن حماس لم تقتصر على النشاط العسكري كما يصورها البعض، بل قامت بإنشاء مدارس ومستشفيات ومنشآت عامة، وأصبحت جزءاً من النسيج السياسي والاجتماعي الفلسطيني.

ألبانيزي: حماس ليست مجرد مقاتلين

شددت ألبانيزي على أنه من الخطأ النظر إلى حماس فقط باعتبارها "جماعة مسلحة"، قائلة: "عندما نتحدث عن حماس، لا يجب أن نفكر بالضرورة في مقاتلين مدججين بالسلاح أو جماعة من القتلة المتعطشين للدماء، فالأمر ليس كذلك".
وأكدت أن هذا التصور الخاطئ يختزل المشهد الفلسطيني ويحجب الحقائق عن المجتمع الدولي.

العقوبات الأميركية ضد ألبانيزي

بالتوازي مع هذه التصريحات، تعرضت فرانشيسكا ألبانيزي إلى عقوبات أميركية، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إدراجها على قائمة العقوبات. وجاء ذلك على خلفية جهودها لدفع المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية.

وقد اعتبرت واشنطن أن تصريحاتها "معادية لإسرائيل ومعادية للسامية"، وهو ما دفع البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة للمطالبة رسمياً بإقالتها من منصبها.

ردود فعل دولية

أثارت تصريحات المفوضة الأممية اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث رأى البعض أنها تصف الواقع كما هو، وأنه لا يمكن إنكار أن حماس جاءت عبر شرعية انتخابية، وأنها جزء أساسي من المشهد السياسي الفلسطيني.

في المقابل، انتقدت أطراف أخرى هذه التصريحات، معتبرة أنها تمنح الشرعية لحركة تعتبرها إسرائيل وأميركا "إرهابية".

السياق الفلسطيني الحالي

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تصعيداً عسكرياً مستمراً في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة إلى حصار اقتصادي وإنساني خانق.
ويرى مراقبون أن تأكيد ألبانيزي على "الطبيعة السياسية والاجتماعية لحماس" يحمل رسالة للمجتمع الدولي بضرورة إعادة النظر في طريقة التعامل مع الحركة، وفهمها في سياقها الفلسطيني بدلاً من الاقتصار على الرواية الإسرائيلية.

أهمية تصريحات ألبانيزي

تكتسب تصريحات المفوضة الأممية لحقوق الإنسان أهمية خاصة لأنها صادرة عن مسؤولة أممية رفيعة المستوى، وتتناول مباشرةً شرعية حركة حماس كفاعل سياسي فلسطيني.
كما أنها تفتح باب النقاش حول:

طبيعة حماس كحركة سياسية واجتماعية وليست مجرد فصيل مسلح.

التباين بين الرواية الغربية والرواية الفلسطينية حول الحركة.

الازدواجية في الموقف الأميركي والإسرائيلي من الانتخابات الفلسطينية ونتائجها.

توضح تصريحات فرانشيسكا ألبانيزي أن حركة حماس لا يمكن اختزالها في صورة "جماعة مسلحة"، بل هي حركة سياسية واجتماعية جاءت عبر انتخابات ديمقراطية، وتدير مؤسسات تعليمية وصحية وخدمية في غزة.
هذه الرؤية - رغم ما أثارته من جدل وانتقادات - تفتح الباب أمام إعادة النقاش حول الشرعية السياسية لحماس، وتدعو المجتمع الدولي إلى تبني نظرة أكثر موضوعية تجاه القضية الفلسطينية بعيداً عن الرواية الإسرائيلية الأحادية.

التعليقات (0)