أخطر المخططات الصهيونية في الشرق الأوسط

خاص/ إسرائيل الكبرى: المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمن القومي العربي

profile
  • clock 14 أغسطس 2025, 2:50:27 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

خاص موقع 180 تحقيقات

ما المقصود بمصطلح "إسرائيل الكبرى"؟

مصطلح إسرائيل الكبرى يشير إلى فكرة توسعية في الفكر الصهيوني، تقوم على إنشاء دولة تمتد جغرافياً إلى ما هو أبعد من حدود فلسطين التاريخية. وفق بعض التفسيرات، تشمل هذه الدولة مناطق من النيل إلى الفرات، في إشارة إلى السيطرة على مساحات واسعة من العالم العربي. هذه الفكرة تستند إلى قراءات دينية وسياسية داخل أوساط الحركة الصهيونية منذ أواخر القرن التاسع عشر.

الجذور التاريخية والفكرية للمشروع

تعود جذور فكرة "إسرائيل الكبرى" إلى النصوص التوراتية التي يفسرها التيار الديني القومي في إسرائيل على أنها وعد إلهي لليهود بالأرض. كما لعبت الحركة الصهيونية السياسية، منذ مؤتمر بازل عام 1897، دوراً في ترسيخ هذا التصور ضمن أهدافها طويلة المدى. وقد عزز قيام دولة إسرائيل عام 1948 هذا الطموح، خاصة بعد توسعها العسكري في حروب 1967 و1973.

خرائط وحدود "إسرائيل الكبرى"

لا توجد خرائط رسمية معلنة من الحكومة الإسرائيلية تحدد بدقة حدود "إسرائيل الكبرى"، لكن بعض الوثائق والمخطوطات الصهيونية القديمة، إضافة إلى تصريحات قادة إسرائيليين، ألمحت إلى مناطق تتجاوز فلسطين، لتشمل أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر. وتظهر هذه الخرائط أحياناً في أدبيات اليمين الإسرائيلي المتشدد وفي مناهج بعض المدارس الدينية.

دور الاستيطان في فلسطين

يُعتبر الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية أداة عملية لتنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى". فالتوسع في بناء المستوطنات يهدف إلى فرض وقائع ديموغرافية وجغرافية تجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذه السياسة مدعومة بقوانين إسرائيلية، وحماية عسكرية، وتمويل حكومي ضخم، ما يعكس ارتباط الاستيطان بالبعد التوسعي للمشروع.

الحروب والنزاعات كوسيلة للتمهيد

تلعب الحروب الإقليمية والنزاعات الداخلية في الدول العربية دوراً في إضعاف المنطقة وتسهيل تنفيذ أي مشروع توسعي. فالتفكك السياسي، والاقتتال الداخلي، والانشغال بالأزمات الاقتصادية، يمنح إسرائيل فرصة لتوسيع نفوذها دون مقاومة إقليمية موحدة. حروب لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن، مثال واضح على كيف يمكن للصراعات أن تخلق فراغات استراتيجية تستفيد منها إسرائيل.

الموقف العربي والإسلامي

الموقف الرسمي للدول العربية والإسلامية من فكرة "إسرائيل الكبرى" يتراوح بين الرفض المبدئي والصمت العملي. بعض الدول ما زالت تؤكد التزامها بالمبادرة العربية للسلام، فيما انخرطت أخرى في اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، ما أثار جدلاً حول ما إذا كان هذا يضعف الموقف العربي في مواجهة المشروع. أما على المستوى الشعبي، فما زال الرفض قوياً، وتظهر حملات دعم فلسطين في مختلف العواصم.

التطبيع وخدمة المشروع

يرى محللون أن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، التي شملت دولاً خليجية وعربية، قد تخدم بشكل غير مباشر أهداف "إسرائيل الكبرى"، لأنها تمنح الاحتلال شرعية سياسية واقتصادية، وتفتح أمامه أسواقاً جديدة، وتقلل من عزلة تل أبيب في المنطقة. ومع ذلك، هناك من يجادل بأن التطبيع قد يكون وسيلة للضغط على إسرائيل من الداخل إذا استُخدم بذكاء.

المخاطر على الأمن القومي العربي

مشروع "إسرائيل الكبرى" يشكل تهديداً مباشراً على الأمن القومي العربي، إذ يعني فقدان السيطرة على مناطق استراتيجية، وتهديد الموارد المائية مثل نهر الأردن ونهر النيل، إضافة إلى الإضرار بالأمن الغذائي والاقتصادي. كما قد يؤدي إلى تغيير الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، وإضعاف الهوية الوطنية للدول المحيطة.

دور الإعلام والمجتمع المدني

يمكن للإعلام العربي والعالمي أن يلعب دوراً محورياً في كشف وفضح مخطط إسرائيل الكبرى، من خلال التحقيقات الصحفية، وتوثيق الانتهاكات، وتحليل السياسات التوسعية. كما يستطيع المجتمع المدني تنظيم حملات توعية، وحث الحكومات على اتخاذ مواقف واضحة، ودعم القضية الفلسطينية عبر الفعاليات والمقاطعات الاقتصادية والثقافية.

إستراتيجيات المواجهة

لمواجهة أي مشروع توسعي، يجب تبني إستراتيجيات متعددة الأبعاد، تشمل:

  • الوحدة العربية والإسلامية في المواقف السياسية.
  • تعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان.
  • المقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة للاستيطان.
  • استثمار المنصات الإعلامية لرفع الوعي الشعبي.
  • التعاون الإقليمي لحماية الموارد الطبيعية والمنافذ الاستراتيجية.

سواء كان مشروع "إسرائيل الكبرى" خطة فعلية قيد التنفيذ أو مجرد دعاية سياسية، فإن السياسات الإسرائيلية على الأرض، وخاصة في مجال الاستيطان والتطبيع، تعكس توجهات توسعية لا يمكن تجاهلها ويبقى الوعي الشعبي، والعمل المشترك، والإرادة السياسية الصلبة، هي الأسلحة الأهم في حماية الأمن القومي العربي ومنع تحقيق أي مشروع يهدد وحدة واستقرار المنطقة.

التعليقات (0)