-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
سان فرانسيسكو تنتفض: نشطاء يرفضون مجازر الاحتلال الإسرائيلي واغتيال الصحفيين في غزة
سان فرانسيسكو… مدينة الحرية والصوت المعارض
سان فرانسيسكو تنتفض: نشطاء يرفضون مجازر الاحتلال الإسرائيلي واغتيال الصحفيين في غزة
-
14 أغسطس 2025, 2:38:16 م
-
412
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سان فرانسيسكو تنتفض
محمد خميس
في مشهد يعكس تضامن الشعوب الحرة مع القضية الفلسطينية، خرج العشرات من النشطاء في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في وقفة احتجاجية قوية، للتنديد بما وصفوه بـ"المجازر الممنهجة" التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وللاحتجاج على استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
احتجاجات غاضبة من قلب أمريكا
تجمع النشطاء في إحدى الساحات الرئيسية في سان فرانسيسكو، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل شعارات مثل: "أوقفوا المجازر"، و*"الصحافة ليست جريمة"، و"الحرية لغزة"*. وأكد المشاركون أن ما يجري في غزة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وأن استهداف الصحفيين يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
اغتيال الصحفيين… جريمة لإسكات الحقيقة
الاحتجاجات جاءت بعد توثيق منظمات حقوقية لعدد من عمليات الاغتيال التي طالت صحفيين فلسطينيين في غزة، أثناء تغطيتهم الميدانية للعدوان الإسرائيلي. وأكد النشطاء أن هذا الاستهداف ليس عشوائياً، بل يهدف إلى إسكات الأصوات التي تنقل حقيقة ما يحدث على الأرض، ومنع وصول الصورة الحقيقية للعالم.
وقال أحد منظمي الفعالية: "إسرائيل تريد أن تقتل الحقيقة قبل أن تقتل البشر، والصحفيون في غزة يدفعون حياتهم ثمناً لشجاعتهم في نقل المعلومة."
دور الإعلام في فضح الانتهاكات
ركز المتحدثون في الوقفة على الدور الحاسم للإعلام المستقل في كشف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأشاروا إلى أن الصحافة الحرة هي خط الدفاع الأول عن حقوق الإنسان. وطالبوا الحكومات الغربية، وخاصة الإدارة الأمريكية، بوقف دعم الاحتلال، والضغط من أجل حماية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
سان فرانسيسكو… مدينة الحرية والصوت المعارض
تُعرف سان فرانسيسكو بتاريخها الطويل في النضال الحقوقي ودعم قضايا الحرية حول العالم، حيث شهدت المدينة مظاهرات مشابهة ضد الحروب في العراق وأفغانستان، واليوم تنضم بقوة إلى الأصوات العالمية المنددة بالعدوان على غزة.
دعوات للمقاطعة وسحب الاستثمارات
إلى جانب التنديد بالمجازر، دعا النشطاء إلى مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وسحب الاستثمارات من المؤسسات التي تساهم في تمويل أو دعم العمليات العسكرية ضد المدنيين. وأكدوا أن الضغط الاقتصادي والسياسي من الشعوب يمكن أن يكون أداة فعالة لوقف الانتهاكات.
تضامن متعدد الجنسيات
اللافت في وقفة سان فرانسيسكو كان التنوع الكبير في المشاركين، حيث ضموا أمريكيين، وعرباً، ويهوداً مناهضين للصهيونية، إضافة إلى نشطاء من مجتمعات لاتينية وآسيوية، ما يعكس أن قضية فلسطين أصبحت قضية إنسانية عالمية، وليست حكراً على شعب أو دين معين.
غزة تحت الحصار والنار
في خطاباتهم، لم يكتف النشطاء بإدانة استهداف الصحفيين، بل سلطوا الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار خانق منذ أكثر من 16 عاماً، إضافة إلى الدمار الواسع الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية على الأحياء السكنية والبنية التحتية.
وأشار أحد المشاركين إلى أن: "الأطفال في غزة هم الضحايا الأكبر، والسكوت الدولي على هذه الجرائم عار على الإنسانية."
دور المجتمع المدني الأمريكي
أكد منظمو الوقفة أن المجتمع المدني في الولايات المتحدة يتحمل مسؤولية كبيرة في الضغط على حكومته لوقف دعم الاحتلال، خاصة أن واشنطن تقدم سنوياً مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لإسرائيل. وشددوا على أن هذه الأموال تُستخدم في تمويل الحروب، بدلاً من الاستثمار في التعليم والصحة داخل أمريكا.
حملة على وسائل التواصل الاجتماعي
بالتوازي مع الوقفة الميدانية، أطلق النشطاء حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #الحرية_لغزة و #أوقفوا_قتل_الصحفيين، حيث شارك آلاف المستخدمين صوراً ومقاطع فيديو من الاحتجاجات، ورسائل تضامنية مع الصحفيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء عملهم.
دعوة لتحقيق دولي
طالب المشاركون في سان فرانسيسكو بفتح تحقيق دولي عاجل في جرائم قتل الصحفيين في غزة، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار هذه الجرائم.
رسالة واضحة للعالم
انتهت الوقفة برفع المشاركين أصواتهم في هتاف موحد: "من غزة إلى سان فرانسيسكو… الحرية ستنتصر"، في رسالة موجهة للعالم بأن التضامن مع فلسطين سيستمر حتى يتحقق العدالة والسلام، وحتى يتمكن الصحفيون من أداء مهامهم دون خوف من الاستهداف.
بهذه الفعالية، تثبت سان فرانسيسكو مرة أخرى أنها مدينة تقف في صف الحرية وحقوق الإنسان، وأن أصوات النشطاء فيها قادرة على الوصول للعالم، لتذكيره بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد خبر عابر، بل قضية إنسانية تتطلب موقفاً عاجلاً وحاسماً.







